| وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " | |
|
+6بنت أبوها نعومه بس مرجوجه M!ss World مكشوفة الهويه قاهرتهم معذبتهم 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 3:56 am | |
| مرحبا بكل الأعضاء الحلوييين .. وكل البنوتات اللي معانا بالمنتدى .. هذا أول موضوع أنشره ، وأول مشاركة بهذا القسم .. أتمنى تعجبكم .. طبعا القصة اللي رح تقرونها من تأليفي .. قبل كم شهر بس .. أنا تعجبني .. عاد أبي رايكم فيها .. اكيد أتقبل النقد .. ............. أتمنى لكم قراءة ممتعة .. وبليز اللي يبدى لا يمل ويقطع لأن الأحداث تجي من الوسط .. يالله أترككم مع القصة .. .........................................
وضم عالم الأموات زائرا ، تمنى وصوله إلى ما وصل .. ضم ذلك العالم روحا أتت زائرة ، أتت مدة قصيرة ، لتشبع فضولها القاتل ، برؤية هذا العالم .. استشف الموت جسد هاله الذي أصبه الوهن ، ممددا على فراش المشفى الذي أقامت فيه لأسبوع كامل مغمضة العينين ، تضمدها الآلات ، تحيط بها تلك الأصوات التي تبين حالة قالبها التعب ، وتبين نبضها ، الذي استمر على مضض .. قلق أهلها المفزع عليها ، دعا جميع العاملين بالمشفى للتقصي عنها ، للاستفسار ، ولمحاولة تقديم أقصى المساعدة الممكنة ,, إلا أن هاله التي سقطت في هذه الغيبوبة بلا أي مبرر ، ولا أي سبب يستدعي وقوعها الذي أراع قلب والدتها .. لتكون حالتها هذه حالة نادرة ، لم يكن لها مثيل ، مما جعل العديد من الأطباء يعتذرون عن محاولة البدء بعلاجها .. حتى وصل الأمر إلى الطبيب الماهر ، الدكتور عبد العزيز ، الطبيب الأول الذي يصل إلى مرتبة الإستشارة في مثل عمره الصغير ، شاب في مقتبل العمر ، قبل أن يكون أول الناظرين في حالة تلك المسكينة ، التي توصل فورا الدكتور أنها سقطت نتيجة همومها ، وآلامها النفسية ، لغياب جميع الأسباب الجسدية .. هاله .. فتاة في الثامنة عسر من العمر ، طالبة في المرحلة الثانوية ، تبدأ مرحلة تحديد المصير ، التي طالما ارتعبت منها .. محبوبة من قبل جميع من هم حولها ، لمرحها ، لبسمتها التي لا تفارقها على الدوام .. وحتى لجمالها الذي لا يشبع من النظر إليه .. توصل الطبيب عبد العزيز إلى أن حالتها ناتجة عن ضغوط نفسية ، واضطرابات عاطفية ، وأيضا كبت .. توقف والديها عند هذه الكلمة حينما اخبرهما الطبيب بالأمر .. - كبت ؟؟! شنو كبت ؟ - يا أبو عامر كبت يعني البنت تضغط على حالها ، وممكن إنها تبين ارتياحها ، وسعادتها في حال إنها في أشد حالات تعبها ، ممكن إنها تعاني من اضطرابات ، في حياتها ، ومشكلة إنها ما تخبر أحد .. أو إنها تحاول تغبي الموضوع .. وإنها تنسحب من أي شي تشوفه قاسي عليها ، يعطيها إحساس بالضعف .. يخليها تظن إنها ما تقدر تصمد قدام أي شي .. مما يخليها بدون ثقة بحالها ، وتتأثر بسرعة بالمؤثرات الخارجية مهما كانت .. - لكن احنا موفرين لها كل شي يريحها .. - سبق وقلت ، الموضوع ضغوط عاطفية يمكن .. وهذا هو الغالب .. مو حسية .. - وش الحل ؟؟ - الحل يحتاج وقت .. لأن هي الآن في هذا الوضع .. تقدر تسمعكم .. لكن مو في كل وقت .. وما بتقدر تتجاوب مع أي أحد .. الطريقة الوحدة اللي تقدر تتجاوب فيها .. هو بنبضها .. وأنا ببدأ معاها جلسات .. نحاول فيها إنها على الأقل تحس بالاطمئنان ، وبعدها في أمل إنها تفيق .. - واحنا وش نقدر نسوي لها ؟؟ - تقدرون تكونون جنبها باستمرار .. وتجيبون لها الناس اللي متعودة تقعد معاهم .. والناس اللي تحبهم .. عشان ترتاح .. بالتأكيد سارع الوالدان بإحضار أقرب الناس إليها ، وأكثرهم تعلقا بها ، صديقتيها رانيا ولجين .. جلستا معها لمدة طويلة ، يتحدثن إليها ، ممسكتين بيديها اللتين أصابهما البرد ، تنظران إلى صديقة الطفولة ، ينظرون إلى هاله التي كانت أكثرهم مقاومة لجميع الظروف ، أكثرهم قوة كما كانت تظهر ، هاله الحنونة ، التي كانت تخاف على صديقتيها كبناتها ، هاهي ممدة بلا حراك ، سقطت لهمها ، سقطت تعبة بعد إعياء طويل ، بعد عناء ، ربما كان هذا أفضل لها ، أكثر راحة لها ، من العيش بالعالم الخارجي الذي أخذ يبيدها .. لما رأى الدكتور عبد العزيز قوة العلاقة التي تربط هاله برانيا ولجين ، قدر أنه لابد أن يكون لهما علم بشيء ما قد يساعده على إيقاظها .. ناداهما لمكتبه ، وجلستا وهما على أتم الاستعداد لمساعدة الطبيب ، ليقوم بدوره بمساعدة هاله .. - ها يا بنات .. عرفت إنكم من أعز صديقات هاله .. - أي .. - طيب .. أنا أبي أسألكم عنها .. وأبي تجاوبوني بصراحة .. بدون ما تغبون عني شي .. تعرفون أنا برا حياتها .. وما رح يأثر بشي لو عرفت أسرارها .. وتأكدوا .. ما رح أخبر أحد من أهلها أو أهلكم .. - أكيد .. هاله كانت تخبرنا عن كل شي بحياتها .. إلا تعبها .. اللي ما درينا عنه إلا لما طاحت .. كانت كل أسرارها عندنا .. كل شي يصير بحياتها ندري عنه .. - ووش الأشياء اللي تعتقدوا إنها مأثرة عليها كثير ؟؟ - هي مرة من المرات قالت لنا عن واحد كان دايم يتصل عليها ، ويهددها ، مع أنها ما كانت تعرفه .. - متأكدين ما كانت تعرفه ؟؟ يعني .. لو كانت ما تعرفه .. وش مصلحته يهدد وحدة على أساس هو بعد ما يعرفها ؟؟ - والله ما دري .. بس هذا أكثر شي كان يضايقها .. وكانت تبكي كثير لما يكلمها .. - وليش ما عطت أحد ما أهلها يوقفه عن حده ؟؟ - كانت خايفة كثير .. لأنه قام يهدد .. ويدعي إنه يعرفها وعنده صور لها .. - صور ايش ؟؟ - صور عادية .. مو غلط .. بس بدون حجاب .. يعني هو يهدد إنه رح ينشرها .. - وش يبي منها مقابل إنه ما ينشرها ؟؟ - ولا شي .. يبي بس يدمرها ,, يقتل نفسيتها .. - طيب .. ما تعرفون اسمه ؟؟ - كأنها قالت محمد خالد الأسدي أو شي .. - طيب .. غير السالفة هذي ؟؟ - هذا كان أكثر شي تحاول تحله .. وتحاول إنها تتخلص منه .. - .. طيب .. هي مثلا ما تحب أحد ؟؟ - ........ - شنو ؟؟ - سؤالك غريب بالنسبة إنك دكتورها .. - على فكرة الحب هو أكثر شي يأثر على نفسية الإنسان .. - أي .. هي تحب ماجد .. - من وين تعرفه ؟؟ - يصير نسيبها .. - وهو .. يحبها بعد ؟؟ - والله ما ادري .. لكن ما اعتقد .. - طيب .. تقدرون تجيبون لي تلفونات محمد ، وماجد .. وأرقامكم إذا ما عندكم مانع ,, - طيب .. أرقامنا كاهي .. إذا صار أي شي مع هاله .. أو تبي تعرف أي شي اتصل .. أما أرقام محمد وماجد .. فبتلقاهم في تلفون هاله .. باسماء ثانية .. - وش هي ؟؟ - محمد مسجلته " الطاعون " وماجد " روحها " .. - هه .. شكرا .. إذا احتجتكم باتصل .. وبدأ الطبيب بحثه في حياة هاله ، وأخذ يقلب طياتها ، ويتأمل شغفها ، يفكر فيها ، ملأت حياته ، ينتظر أن يراها مستيقظة ، بكامل صحتها ، ينتظر أن يجد من تعلق قلبها به ، ومن وقعت في حالها هذا لأجله .. ظل عبد العزيز في تلك الليلة مستيقظا ، مبحرا في حياة هاله ، يحاول التأقلم فيها ، إلا أن أي من كان ، سيتألم في حياة كهذه ، وللألم الذي أثقل كاهلها من كل ناحية ، ومن كل جانب ، ربما أولها من حبيب وثقت به ، ووضعت همها عليه ليساعدها في حمله ، وبعد أن ظنت نفسها لقيته ، ما كان إلا وهما زاد همها ، حب حلمت به ، وأصبحت تتنشق من هواه كل يوم .. حاول عبد العزيز الوصول إلى محمد الذي كان السبب الرئيس في وضعها هذا ، حاول جاهدا عبر الاتصال به ، لكنه عندما لم يرى من مجيب ، ذهب للمشفى في منتصف الليل ، وأخذ يبحث في الملفات عن اسم ربما يكون حتى مقارب لاسمه ، ووجد ملف باسم والده " خالد راشد محسن الأسدي " ، ومدون بملفه تاريخ وفاة الوالد في هذا المشفى ، وبه معلومات كافية ليصل عبد العزيز إلى منزل محمد ، وأخذ العنوان ، وسار بسيارته الفخمة بين الأزقة ، وبين الأحياء القديمة وجد المنزل ، وقد بدا عليه القدم ، ومنظره مهترئا لدرجة كبيرة .. اتصل عبد العزيز بمحمد كمحاولة أخيرة قبل أن يطرق باب منزله الذي لا يبدو عليه أن به جرس أو ما شابه .. وكما ظن لم يجد من يجيب ، نزل بلا تردد وطرق الباب ، واستمر في طرقه ، تأكد أن لابد لأهل البيت أن يصيبهم الفزع ، إلا أنه كان مضطرا .. بعد أن استمر يطرق الباب لمدة ، خرج له صبي في سن صغيرة .. سأله عن أخيه ، وأخبره أنه لا يعود عادة إلا عند بداية الصباح الباكر .. شكره ، وعاد الصبي لحظن أمه التي ارتاع قلبها لهذا الطرق في منتصف الليل .. سكن عبد العزيز سيارته في تلك الليلة منتظرا عودة محمد ، حتى أسفر الصباح ، وقدم إلى البيت شاب هزيل شاحب ، بدا على ملامحه الوسامة ، التي أخفاها بعبوسه ، كأنه يخجل منه .. عندما رأى غريبا راكنا سيارته التي بدا عليها الغلاء قرب منزله ، اقترب منها وطرق نافذة السيارة ، عندها استيقظ عبد العزيز من نومه سريعا .. - السلام عليكم .. - وعليكم السلام .. - صباح الخير .. وش جابك أخوي هنا ؟؟ - انت محمد خالد ؟؟ - أي نعم ,, من انت ؟؟ - أنا الدكتور عبد العزيز الأسود . - هلا .. اعرفك أنا ؟؟ - الظاهر لا .. لكن لازم تعرفني .. - وش عندك ؟؟ - تعال اركب معاي .. - وبصفتك ايش اركب معاك ؟؟ - وأنا شبسوي فيك يعني .. ؟؟ اركب .. - لا يغرك ضعفي .. - ههه .. لا لا تخاف .. اركب .. والله ماني مسوي فيك شي .. وركب محمد مع عبد العزيز ، وانطلق به إلى أرض بعيدة ، بعد أن أخذهما الحديث وتعريف كل منهما على الآخر .. وصل به إلى مخيم قرب البحر ، أحد أملاك عبد العزيز .. ودخلا إليه .. وهناك أقفل عبد العزيز الباب .. وجلس مع محمد ، وبدأت مهمته .. - ها يا محمد .. عجبك المكان ؟؟ - أي .. ادخل في موضوعك .. وش تبي ؟؟ - أول كلم أمك .. يمكن ألحين هي خايفة عليك .. - بالطقاق .. مو لازم .. انت قول وش عندك ؟؟ - أنا جايبك هنا .. وما بتطلع لين ما أخلص منك .. - وش قصدك ؟؟ - قصدي يا محمد .. ابعد عن بنات الناس أحسن لك .. - من تقصد ؟؟ - بعد مضيع أنا أقصد أي وحدة .. يعني عندك كثير .. - أقول اخلص .. - هاله .. - شفيها ؟؟ - انت اللي شفيك معاها .. وش اللي عندك عليها وتهددها فيه ..؟ - تصير لك ؟؟ - أي .. - مو أخوها .. هي ما عندها أخوان .. - ولازم أكون أخوها يعني ؟؟ - ولا واحد من قرايبها .. لأن اللي من عيلتك ما يقربون لها .. - .... - يعنب انت حبيبها .. " قام عبد العزيز وأهدى محمد صفعة احمر وجهه منها .. عندها حاول محمد القيام للرد ، إلا أنه وجد خلفه من هو ممسك به ، وهو علي صديق عبد العزيز " - شكرا عليوي .. - هلا .. بس والله طلع خفيف .. ويروح بهفه .. وأنا عبالي واحد خوش .. يعني مربرب شوي .. هذا رايح وطي .. - أقول انظم أحسن لك .. - لا ترد عليه علي .. هذا مجنون .. وما على المجنون حرج .. - على أمرك عزوز ,, - زين الحين يا ... محمد .. بتقول لي وش عندك على هاله .. وللا ما بتقول .. - لا .. ما بقول ,, - طيب .. بس حبيت أقول لك .. إنك إذا ما قلت ممكن إنك تروح السجن .. لأن البنت بين الحياة والموت .. بسببك .. - أنا ما سويت لها شي .. - لا سويت .. وأنا دكتور .. وأقدر أطلع تقرير إن اللي فيها سببه انت .. ووقتها شوف التحقيق والبلا اللي رح يصير لك .. - ما تقدر .. - حبيبي نصيحة مني .. لا تتحدى عزوز .. - لا تتوقع إنك بتطلع من هنا ولا بتشوف أحد ولا بتكلم أحد .. لين ما تتكلم .. - .... - انت مصورها ؟؟ - لقيت لها صور من استوديو مقطوطين .. الظاهر هي كانت ناسيتهم .. - وأخذتهم .. وقمت تبتزها فيهم .. - ... - وين الصور ؟؟ - في البيت .. - وش يضمن لي ؟؟ - كيفك قلت لك في البيت .. - كم رقم بيتكم ؟؟ - ما عندنا خط .. - زين .. أنا بروح أجيبهم .. وانت بتظل هنا مع عليوي .. هو يعرف لك .. وترى ضربه يعور أكثر مني ها .. اسمع كلامه أحسن لك ,, وخرج عبد العزيز من مخيمه متجها نحو منزل محمد مرة ثانية ، وهناك طرق الباب ، وسريعا فتح له ذات الصبي .. - نعم ؟؟ - أنا صديق محمد .. ممكن آخذ شي من غرفته ؟؟ - محمد ربعه ما عندهم سيارات كذا .. - أمك هنا ؟؟ - أي .. - ناديها .. - وش تبي بأمي .. - ناديها .. ووقف وياها .. ونادى الصبي أمه ، التي أتت وهي صغيرة بالسن ، بدا عليها الهم ، والتعب ، بدا عليها المرض ، وهي في عمر السابعة والثلاثين .. - السلام عليكم يا أم محمد .. - وعليكم السلام .. من انت ؟؟ - اختي أنا واحد من معارف محمد .. وهو الحين مع الربع .. بس بغيت شي من غرفته .. - وليش ما تروح له .. وتخليه هو يجي يعطيك اللي تبيه .. - الصراحة يا أم محمد .. محمد أنا احتجزته عندي .. لين ما يرد لي غرض .. - محتجزه .. لا تسوي فيه شي هذا ولدي وسندي بهالدنيا .. الله أكبر عليك يا محمد وين انك عورت قلبي .. - لا تخافين .. هو ما بصير له شي .. بس آخذ غرضي .. - وش لك عنده ..؟ فلوس ؟؟ - لا .. هو عنده صور .. - صور ايش ؟؟ - صور إلى بنت .. هو أخذ الصور مدري وين لقاها .. ولازم يرجعها لي .. - وانت ليش تاخذها .. تصير لك البنت .. - البنت مريضتي .. أنا دكتورها .. والبنت طايحة في غيبوبة للآثار نفسية .. واللي عرفته إنها طاحت بسبب الموضوع هذا .. لأن محمد قام يبتزها بصورها .. وشرح عبد العزيز الأمر لوالدة محمد .. التي سرعان ما نزلت من عينها الدموع لما يقوم به ابنها ، ولحال تلك الفتاة ، أيضا بسبب ابنها .. وراحت هي تبحث بين حاجياته حتى رأت الصور مرسوم عليعا بطريقة بشعة ، موضوعة تحت وسادة محمد ، والظاهر أنه أشبع نفسه بالنظر إليها .. أخذت أم محمد الصور ، وأودعتها لدى عبد العزيز ، وهي ترجوه أن يعيد ابنها ، وعدها بأنه سيعود في ظرف أقل من ساعة .. وعاد عبد العزيز إلى المخيم حيث كان محمد وعلي في مناوشات .. وهناك .. أهدى عبد العزيز محمد صفعة أخرى لما فعله بالصور .. وبعدها أطلق سراحه ، وأعاده بسيارته لمنزله ، بعد أن هدده بألا يعيد ما فعله ثانية .. وعاد من جديد لصديقه في المخيم .. - ها .. خلصت منه .. - أي .. مشكور عليوي .. والله ما تقصر .. - ما سوينا شي .. وإذا تبي شي ثاني كلمني بس .. - اكيد بكلمك .. لا تخاف .. أنا من لي غيرك .. اراح عبد العزيز جسمه المنهك لبضع دقائق قبل أن ينطلق لعمله من جديد .. وفي المشفى ، كانت أولى مرضاه هي هاله .. التي لا تزال على حالها .. لم يجد معها أحدا ، ذهب لها ، وجلس بجانبها .. وأخذ يتحدث إليها .. - هاله .. ما ادري إذا تسمعيني أو لا .. لكن أنا عبد العزيز .. أنا رحت إلى محمد اللي كان مزعجك من قبل ، وأخذت صورك منه .. لا تخافين .. صورك بأمان .. ومحمد .. انسيه للأبد .. قرأ عبد العزيز لهاله بعض الآيات القرآنية ، وبينما هو يهم بالخروج ، لاحظ شاب قادم بالقرب من الغرفة ، عاد للداخل ، وافتعل مراقبته للمريضة ، طرق الشاب الباب بأدب ، واستأذن الدخول ، منعه الطبيب من ذلك ، وطلب منه أن ينتظر خارجا ، انتظر حتى خرج الطبيب واصطحبه معه إلى مكتبه .. - هلا .. أنا الدكتور عبد العزيز ، المسؤول عن حالة هاله.. - أهلين .. - ممكن أعرف من انت .. - أنا قريب هاله .. - اسمك ماجد .. - ايوة .. كيف عرفت .؟؟ - كنت الحين باتصل فيك تجي .. - ليش ؟؟ - أنا كنت مهتم إني أقابل كل الناس اللي يعزون على هاله .. والظاهر انت أولهم .. - كيف عرفت ؟؟ - مو مهم .. المهم إنها بحاجة لك كثير هنا .. هي تحبك .. ووجودك بهالوقت بجانبها .. رح يعني لها الكثير .. - تحبني ؟؟ - أي .. معليش .. بس لازم تتكلم معاها .. وتحسسها بالهدوء ، كأنك تطمنها .. - أطمنها ؟؟ - أي .. هي الحين في حالة كأنها خايفة ترجع تكمل حياتها ، وبحاجة لك .. - أنا ؟؟ - شفيك .. أي انت .. المهم تعال الحين نروح لهاله .. وأخذ الطبيب ماجد إلى غرفة هاله .. واستوقفه خارجا ، ودخل بمفرده أولا .. وهمس لها .. - هاله .. أنا أدري إنك تحبين ماجد .. كاهو بره .. جبته لك .. وخرج ، مفسحا الطريق إلى ماجد ليرى هاله ، التي للتو فقط عرف شعورها اتجاهه .. جلس معها طويلا ، يحادثها ، ويمسح على جبينها ، وهو ممسك بيدها طوال الوقت .. ظل معها لمدة تقارب الثلاث ساعات تقريبا ، وهو يتحسس نبضها الذي زاد عندما قبل جبينها ، حتى نادى ماجد الدكتور عبد العزيز ليرى إن كان هناك خطبا .. - شسويت ؟؟ - والله ما سويت شي ؟؟ - لا لا .. وش قلت لها .. وش سويت ؟؟ - والله بس بستها على جبينها ,, - عشان كذا ,, - شنو ؟؟ شصار لها ؟؟ - ما صار شي .. بس البنت تحس باللي حواليها .. ولما بستها وهي تحبك .. زاد نبضها مثل أي وحدة عشقانة .. ابتسم ماجد لهذا الحديث ، وأكمل جلوسه بجانبها بعد أن غير قاراره فقد كان مهما بالرحيل .. وبقى حتى أتى له الدكتور عبد العزيز ، ورآه متسمرا أمامها ، وقف يراقب ماجد ، الذي لم تتحرك عيناه عنها للحظة ، وهو ممسك بدفتر الملاحظات .. حتى تنبه ماجد لوجود عبد العزيز ، نظر إليه لبرهة ، ثم عاد لصفوته ، أمام ذلك الجمال الأخاذ .. طلب الدكتور عبد العزيز من ماجد الرحيل ، فقد أطال البقاء ، ولابد من إتمام العلاج لهاله ، إلا أن قلب ماجد لم يشأ المغادرة ، ولم يشأ الابتعاد ، فأبى الرحيل ، طالبا من الدكتور المزيد من الوقت ليبقى معها .. إلا أن الطبيب أيضا كان مصمما على رأيه ، وبينما هما في حوار بالغ الحدة حركت هاله أطراف أصابعها محاولة الوصول إلى يد ماجد التي كانت قريبة ، تنبه لها الطبيب ، وراح سريعا لها ، بينما أمسك ماجد بيدها .. وصلت سعادتهما إلى أقصاها ، فأخيرا وبعد أسبوعين من الإغماء ، استيقظت هاله من همها ، طلبت الماء فور أن رفعت رأسها عن الوسادة ، فأحضره لها عبد العزيز ، وأشربها إياه ، وراح يبحر في جمال عينيها ، إلا أنه تنبه سريعا لنفسه ، وأخذ يحاول الاطمئنان عليها ، على نبضها وحالتها الصحية ، حتى رأى كل شيء في حالة مستقرة ، سوى قلبه الذي أخذ يتسارع نبضه ، وبدأ جسده يشعر بالحرارة ، خرج من غرفتها لثواني ، فيها اتجه لمكتبه ، وهناك أخذ " يناقز " لشدة فرحه باستيقاظها أخيرا ، وبينما هو على حاله ، دخلت عليه الممرضة التي استغربت الوضع .. - لو سمحت دكتور .. - عفوا .. - المريضة في غرفة 36 هاله طالبتك .. - احم .. أي الحين جاي .. وعاد الطبيب مرة أخرى مسرعا إلى هاله ، التي أخذت تستعيد قواها شيئا فشيء .. عندما دخل ، شكرته هاله كثيرا ، كما فعل ماجد أيضا ، وأخذت تسأله عن حالتها .. هاله :: دكتور .. وش الحين حالي ؟؟ يعني وش اللي صار لي أصلا ؟؟ عزوز :: اللي صار لك مجرد ضغط نفسي ، مع كثرة الحوادث اللي حواليك ، والكبت اللي عندك ، اختبص حالك ، وأغمى عليك ، وطحت بغيبوبة .. اعتقد إنك كنت تحسين باللي حواليك .. هاله :: أي .. انت اللي كنت كل يوم تقرا لي من القرآن ؟؟ عزوز :: احم .. أي .. هاله :: شكرا .. كان يهديني كثير .. ماجد :: ومتى تقدر تطلع ؟؟ عزوز :: لسا بدري على طلعتها .. حالتها إلى الآن تحتاج مراقبة وماتتحمل أي مؤثرات خارجية وصدمات وانفعالات .. ماجد :: كم يعني ؟؟ عزوز :: والله هي ومدى تجاوبها .. إذا تجاوبت بشكل سليم ما رح تحتاج لأكثر من أسبوعين .. ماجد :: مو واجد أسبوعين ؟؟ هاله :: لا .. اسبوعين زين .. أنا مرتاحة هنا .. عزوز :: تمام أجل .. الحين من الأفضل نكلم لها أهلها .. ماجد :: أي .. الحين بكلمهم .. واجتمع حول هاله أهلها الذين اختلفت ردود أفعالهم ، من ضحك إلى بكاء ، حتى سارعت والدتها التي بالغت في ردة فعلها حتى فاضت أعينها بالدمع إلى الدكتور عبد العزيز لتشكره بنفسها .. ولتظهر له مدى امتنانها لإعادته ابنتها الوحيدة لها .. مما جعل عبد العزيز مغمورا بالسعادة ، هو عودة هاله مرة ثانية ، باسمة ، من بعد ما حدث ، فكان هذا بالنسبة له كالإنجاز العظيم .. وأكثر من ذلك .. وسرعان ما بدأ عبد العزيز مع هاله العلاج النفسي ، لتكون على أتم الاستعداد لتواجه العالم الخراجي من جديد .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:01 am | |
| ما شفتوا شي .. هذي التكملة .. ............ وذات مرة ، وقد اعتادت هاله على طبيبها .. وأصبح كالبئر لأسرارها .. - دكتور .. صرت أحس بسعادة غير طبيعية ، شي مو طبيعي يخليني مبتسمة أربع وعشرين ساعة ، بعد ما كنت أجبر نفسي ابتسم عشان ناخذ صورة .. - تمام .. وش أكبر تغيير في حياتك من بعد الغيبوبة ؟؟ - ماجد .. - تحبينه ؟؟ - حبيته أكثر .. - وهو ؟؟ - هو بعد .. معاي طول الخط .. واللي يعجبني فيه أكثر .. إنه عادي وقدام الكل .. - وشو اللي قدام الكل ؟؟ - عنايته فيني اللي تدلل على حبه لي .. ما يغبيها عن أحد .. - ووش غيره .. - انت .. - أنا ؟؟ - أي .. انت الصديق الجديد اللي اكتسبته من بعد اللي صار لي .. إذا ما كان عندك مانع .. - لا طبعا .. ما عندي مانع .. - دكتور .. أنا منسيت إنك خلصتني من الورطة اللي كنت فيها .. واللي كانت أكبر هم بحياتي .. ما ادري وش أسوي عشان أرد لك اللي قدمته لي .. - الأيام ترد المعروف .. المهم ... ووش اللي يضايقك ألحين ..؟؟ - ولا شي .. يمكن مبدئيا لأن الكل يتحاشى إنه يزعلني أو إنه يعرضني إلى أي شي .. - أكيد إذا صار أي شي .. لازم أكون أول واحد تجين له .. - بدون شك .. - مو تروحين لماجد قبلي .. - تغار منه ؟؟ - ...... - آسفة .. كنت أمزح .. - عادي .. المهم .. اهتمي بنفسك .. وروحي مع صديقاتك تسوقي ... وارتاحي .. ولا تخلي أي شي يكدرك .. - اكيد .. شكرا دكتور .. - العفو .. هذا واجبي .. وخذي رقم تلفوني الخاص .. - ..... - عشان إذا عندك شي وما لقيتيني بالمكتب .. لأن وقت دوامي محدود .. إذا تبين .. - أي .. عادي .. شكرا .. يالله .. عن اذنك دكتور .. - مع السلامة .. وودعها ببسمة ، براحة بال ، وبغيرة .. أيحق للطبيب أن يعشق مريضته ، أيحق له أن يسلبها من حبها ، هل يحق له أن يبدي مشاعره .. أصاب عبد العزيز شيء من الإحباط ، فما رأى سوى علي هو وحده يستطيع إخراجه من همه ، ذهب له في عمله الواقع قريبا من المشفى الذي يعمل فيه .. وهناك استأذن علي من رئيسه ، وخرج من عمله مصاحبا عبد العزيز إلى المخيم .. - عليوي .. فيني ضيقة .. - بسبب من ؟؟؟ - مدري .. عندي مريضتي هاله اللي قلت لك عليها .. - أي .. شفيها ؟؟ - ما دري .. أحس بشي غريب .. كان طموحي إنها تصحى ، ولما صحت ، صار طموحي إني أخليها تعيش بسعادة وتنسى همومها ، ولما جبت لها الإنسان اللي يقدر يعيشها بسعادة ، صارت هي طموحي ,, - قوية يا عزوز .. تبيها ؟؟ - لا .. مدري إذا كنت أبيها وللا لا .. يعني هي مريضتي .. ما أقدر أحبها .. - ليش ما تقدر ؟؟ - لأنها مريضتي ,, كانت جلستهما لإفراغ الهموم ، وعبد العزيز يصيبه كل يوم الهم ، عندما يصله خبر من هاله ، وعندما تصف شعورها بالسعادة قرب ماجد ، الذي أسعدها ، وحملها على كفوف الراحة .. يزيد همه .. أمل عبد العزيز أن يفاجأ باتصال من هاله ، لتتحدث إليه ، وليتلفظ لسانه بلا شعور ، ويخبرها عن حبه .. إلا أنه استيقظ من أوهامه ، وعاد ليكمل ما بدأه مع هاله ، كمريضة فقط لا غير .. ولم يكن هناك أصعب من تجاهل الشعور ، ومحاولة عدم التأثر به .. أما هاله ، فقد كانت بالفعل مغمورة بالسعادة ، قريبة من ماجد .. - هلا هاله .. - أهلين ماجد .. كيفك ؟؟ - الحمد لله .. - أنا عندي موعد اليوم .. مع الدكتور عبد العزيز .. تجي معاي .. - متى ؟؟ - الساعة أربع ونص .. - طيب .. أمر آخذك .. واتفقت معه أن يأخذها إلى عبد العزيز ، غافلة عن ماقد تكون عليه ردة فعله .. ودخلت به إلى مكتب طبيبها الذي تفاجأ لرؤية ماجد ، فاستدار بكرسيه للناحية الأخرى ، مطأطئا رأسه ، يعض على شفتيه .. ثم عاد واستدار ليقابلهما .. بوجه تكلف الابتسام .. - هلا .. - أهلين .. دكتور ممكن ماجد يظل معاي ..؟؟ - للأسف مو ممكن .. - بس اللي قبلي كان زوجها داخل معاها .. - اللي قبلك مو انتي .. وخرج ماجد محرجا من الموقف ، وجلست هاله تحاسب عبد العزيز .. - ليش سويت كذا ؟؟ - أنا شسويت ؟؟ - ليش خليت ماجد يطلع ؟؟ - ....... " مسلطا أنظاره عليها " .. عشان ........ - عشانك تغار .. - عشان اعطيك صورك ... - أي صور ؟؟ - صورك اللي كانوا مع محمد .. - كيف جبتهم ؟؟ - جبتهم وبس .. خذيهم .. وما اتوقع كنتي تبين ماجد يدري عن الموضوع بالطريقة هذي .. - آسفة .. - ..... - والله آسفة .. - طيب خلاص .. وأكمل معها العلاج ، بكل توتر ، أصبح الأمر بالنسبة له غريبا ، أن تحكي له عمن تحب ، في حين أنه يجبها .. حتى انتهت جلسته معها ، وخرجت لماجد الذي ظل منتظرا بالخارج ، وذهبت معه إلى أرض الله الواسعة ، وشيء ما يراود عبد العزيز ، فضول شديد ليعرف إلى أين يذهبان معا ، يتساءل عما قد ينتهي عليه الأمر .. وأخذ عبد العزيز إجازة لمدة شهر ، فيها سيمضي ايامه مع علي الذي أخذ هو الآخر إجازة أيضا ، ولا مكان أفضل من المخيم قرب البحر .. ... بينما هاله تمضي الوقت مع ماجد ، يذهبان ويأتيان ، وليس هناك من يوقفهما ، أكملت يوم كامل معه .. وبعد أن اقترب منتصف الليل أعادها لمنزلها ، وفي السيارة جلست معه ، وبلا شعور .. - ماجد .. أحبك .. - ........ ظلت ناظرة إليه وقد أخفض رأسه متحاشيا النظر إليها ، وكأنه يتهرب مما قالته ، لينفذ من الرد .. نزلت من سيارته مسرعة ، ودخلت منزلها ، ودموعها تجري في أهدابها .. دخلت غرفتها ، وأقفلت الباب ، لتنزل همها بالدموع التي جرت على وجنتيها .. اتصلت بصديقتها رانيا لعلها تكون من يستطيع أن يخفف عنها ألمها .. - ألو .. رانيا .. - هاله أكلمك بعدين أنا الحين مع خطيبي .. أقفلت مع رانيا ، وقد أغضبها الوضع ، ولم يعد هناك من تحادثه ، فقد كانت لجين مسافرة إلى بلاد بعيدة .. لم تجد أمامها شخصا سوى طبيبها النفسي .. الدكتور عبد العزيز ، الذي كان يحاول الاسترخاء أمام البحر ، وأمواجه تلامس جسده ، وقد أغمض عينيه ليطلق العنان لفكره ، الذي ما انفك يفكر بهاله .. - عزوز .. جوالك يرن .. - عطه خامس .. - هذي هاله .. - ها ؟؟!! وما إن سمع اسمها حتى ركض مسرعا حتى وصل إلى علي بداخل المخيم ، واستلم هاتفه ، ليرد عليها ، وقبله ينبض .. - عبد العزيز .. - هاله ؟؟ شفيك ؟؟ - مادري .. مادري .. - طيب .. لاتبكين .. - عبد العزيز .. - هلا هاله .. حبيبتي اهدي شوي .. خبريني وش صار معاك ؟؟ - أنا .. أنا كله بسببي .. كله مني أنا .. - وش صار ؟؟ - أنا قلت لماجد اليوم ... - وش قلتي له ؟؟ عن محمد ؟؟ - لا ... قلت له " أحبك " ... - ................ - عبد العزيز .. وما رد علي .. - خلاص بسك بكي .. لا تبكين .. خلاص .. - مو قادرة اتنفس .. - لا لا .. تقدرين .. لا تتكلمين .. خذي نفس عميق ... - عبد العزيز ما في أحد بالبيت يوديني المستشفى .. أنا بموت الحين .. - أنا الحين جاي .. وانطلق عبد العزيز مسرعا ، بهيئته التي هي أبعد ما تكون عن كونه طبيب ، فقد أنساه تفكيره بها حاله ، فقد كان مرتديا شورتا و قميصا مفتوحة أزراره ، وشعره أشعث ، إلا أن مظهره كان أجمل من العادة .. وصل لمنزلها ، وهناك استقبلته والدتها التي قلقت على ابنتها كثيرا ، وصل عبد العزيز حتى غرفة هاله ، مستغربا الوضع .. رأته قادما إليها بهندامه ذاك ، وهو في حالة يرثى لها ، ومع ذلك ، فقد كان ذلك مظهرا لجماله ، وملامحه الحادة .. جلس بجانبها ، وحاول مساعدتها على التنفس ، إلا أنها استمرت في فقدان وعيها ، وفقدانها لنفسها أيضا ، لجأ إلى التنفس الاصطناعي ، فأطبق على شفتيها ليعطيها من نفسه ، عل الحياة تعود إليها ، يستمر في ذلك وهو في قلق عارم ، أفقده توازنه ، أفقده عقله ، ليفقد كل شيء في سبيل أن تعود هاله .. استعادت هاله تنفسها شيئا فشيئا ، عندها أحضر لها عبد العزيز بعض الماء لترتشفه ببطء ، وتعود في حالة بين الوعي والإغماء .. حملها بين يديه ، وهي ممسكة به ، وأخذها ووالدتها للمشفى الذي يعمل به .. أخذ يقود سيارته بسرعة كبيرة ، متجاوزا كل من هو أمامه ، كان ليتسبب بحادث مفجع ، إلا أن ذلك لم يكن في باله ، فقد كان جل اهتمامه هو هاله فقط .. أشعل أضواء الخطر في سيارته وراح مسرعا ، قاطعا كل إشارة رآها أمامه ، متعديا الجميع ، مخالفا جميع قواعد المرور .. حتى وصل إلى المشفى ، ودخل من باب الطوارئ حاملا هاله بين ذراعيه ، وهو بتلك الهيئة .. نادى من يأتي ليأخذها ويتمم لها العلاج ، لتعود لتنفسها الطبيعي ، وليعود نبض قلبها إلى ما كان عليه .. وضعها على سرير متحرك ، وسار دافعا السرير بقوة وبسرعة إلى أقرب غرف العناية ، وهي تنظر إليه بعينيها الذابلتين .. عندما التف حولها الممرضون ، منع عبد العزيز من الدخول معها لكونه غير مرتديا ملابس الطبيب ، وعدم حمله الشارة .. ذهب مسرعا إلى مكتبه يبحث بين دروجه ، ويفسد تنظيم حاجياته الدقيق .. تعجبت ممرضته لحاله في هذه الأيام ، وذهبت له .. - دكتور عبد العزيز .. ! ليش لابس كذا ؟؟ من وين جاي ؟؟ - شنو ؟؟ تسأليني وتحاسبيني .. والله ما اعتقد إنك زوجتي عشان تسألين .. وبعدين ماني فاضي لك .. - آسفة .. - عادي .. وين ملابسي اللي جبتهم من قبل احتياط .؟؟؟ - في الكبت اللي داخل .. أسرع عبد العزيز ليرتدي ملابسه بصورة غير مرتبة ، وكأنه طفل يجتهد لينظم هندامه بنفسه ، وبسرعة انطلق إلى هاله ، التي تكفل الأطباء الآخرون مسؤولية العناية بها ، وقد كانت في حال جيدة .. دخل لها الدكتور ومعها والدتها ، كان قد عزم على محادثتها بشأن ما حدث ، إلا أن وجود والدتها منعه من ذلك ، ظل معهما لفترة من الوقت ، وبعدها ارتحلت أم هاله لتبتاع لها شيئا تتسلى به ، من محل قريب .. ما إن خرجت حتى حادث عبد العزيز هاله .. - ها .. أخبارك ألحين ؟؟ - الحمد لله .. تمام .. - وماجد ؟؟ - شفيه ؟؟ - تبين أناديه لك ؟؟ - لا .. ما أبي أشوفه الحين .. - طيب .. - كان شكلك قبل شوي أحلى .. - ههه " مبتسما ابتسامته العريضة " .. - والله من جدي .. وبعدين أنت وين كنت ؟؟ جايني بهالشكل ؟؟ - كنت بالمخيم عند البحر مع صديقي .. - أزعجت عليك إجازتك .. وتعبتك معاي .. - أفا عليك يا هاله .. تعبك راحة .. - تسلم .. - إلا هاله .. كنت بقول لك عن شي .. وأنا ..... وقبل أن يدخل طرق بابها .. اعتقدته والدتها ، إلا أنها لم تكن هي ، وما كان إلا ماجد ، دخل إلى الغرفة ، تبادل هو وعبد العزيز نظرات الاحتقار ، وتقدم لهاله .. - هلا هاله .. شلونك ؟؟ - الحمد لله .. - هاله أنا آسف .. أنا ماكنت عارف .. ما كنت حاسب حساب .. " بدأ الدمع يتقطر من عينها " .. - ماجد لو سمحت تطلع بره .. مو وقت الكلام هذا الحين .. - انت الأفضل انك ما تتدخل .. مدري ليه قاط وجهك بحياة غيرك .. - ماجد .. ما أسمح لك تتكلم مع عبد العزيز كذا .. أنا اللي دخلته بحياتي .. - زين ممكن تطلع .. بكلم هاله شوي .. - إذا ما سمع بأذنه أنا بقول له .. ما في داعي يطلع .. - هاله .. هاله سامحيني تكفين .. - بسك يا ماجد .. خلاص .. - سامحتيني ؟؟ - عبد العزيز .. لو سمحت خليه يطلع برا .. - تفضل اطلع بالطيب .. - هاله حرام عليك .. اسمعي مني شوي .. - ماجد .. بره أحسن لك .. وأخذ عبد العزيز ماجد لخارج غرفة هاله .. ووقفا للحديث .. - انت وبعدين معاك .. ليمتى يعني بتم كذا ؟؟ - أقول .. لا تسوي فيها روميو .. واطلع من حياتنا أحسن لك .. - مو أنت اللي جاي على آخر الزمن بتهددني .. - و الله لو تخلي واحد ثاني يعالج هاله .. يكون أحسن واطلع منها أنت عاد ها .. وإذا ما طلعت وعد مني ... وقبل أن يكمل ماجد حديثه .. حتى تلقى في بطنه قبضة آلمته ، كانت من عبد العزيز ليثبت له قوته من بداية الأمر ، وليبن له .. أنه ليس كأي شخص ، وليس كأي طبيب مسالم .. - حبيب قلبي .. الأحسن انت اللي تطلع منها .. وعلى فكرة .. إذا كنت فاكر نفسك ربحان عشان هاله تحبك .. انسى الموضوع .. - لا تفكرني ضعيف عشان ما رديت عليك .. أنا ما رديت عشان الحق رح يكون معاك وش ما سويت بصفتك الطبيب .. اللي يبين عليه مسالم .. - المفروض أغير شكلي عشان أطلع شرير ومستذبح .. - لكن .. مو هذا آخر اللي بيني وبينك .. - تمام .. لأني ما خلصت منك .. وبعد أن ارتحل ماجد ، وبقى عبد العزيز متحيرا .. لما يحدث معه .. ولما يجري في حياته ، فبعد أن كان حصوله على أي فتاة سانحا أمامه وكان يرفض ، أصبح الآن الباب مقفلا ليحصل على هاله التي تملكت قلبه .. لم يظن هذا اليوم سيأتي ، الذي يبقى فيه في مكتبه إلى ساعات متأخرة إضافية على مدة عمله ، ليكون قريبا من هاله التي بقت في المشفى لتبات فيه وحيدة ، دون والدتها التي اضطرت للرجوع .. بينما هو يفرك رأسه لشدة ألمه ، جالسا خلف مكتبه ، مرتديا معطفه الأبيض ، بدا على عينيه الجحوظ ، بينما أعضاء جسده كلها تعبة .. وبينما تعبه كان يقضي عليه ويرهقه ، حتى خارت قواه ، أتاه اتصالا هاتفيا من رقم غريب ، أجابه بلا تردد ، وصوته منخفضا ، يكاد ينقطع ، وبلا تركيز .. - هلا يا .. دكتور عبد العزيز .. - هلا .. - أفا .. ما عرفتني ؟؟ - أخي .. ما عرفتك .. لا تطولها .. من انت .. - كل ذا مالك خلق علينا .. وللا مخلي خلقك كله إلى هاله .. - نعم ؟؟؟؟؟ - أنا محمد يا عزوز .. - الدكتور عبد العزيز لو سمحت .. ثانيا وش تبي ؟؟ - بس قلت أخبرك تتطمن على هاله قبل ما تموت .. - تموت ؟؟؟ " وقام عبد العزيز مسرعا ، وركض إلى غرفة هاله ليطمئن عليها ، دخل بقوة لشدة رعبه .. ورآها مستلقية على سريرها ، ممسكة بدفتر صغير ، وقلم رصاص ، ترسم به شعورها .. - عبد العزيز ؟؟! - انتي بخير ؟؟ - أي ... شفيك ؟؟ حالتك حالة .. - .... - شكلك مو نايم .. وليش للحين انت هنا ؟؟ قوم روح بيتكم وارتاح .. - لا .. بظل أنا هنا .. - ليش ؟؟ - عشان عندي ناس لازم أظل جنبهم .. وأهتم فيهم .. - وأنا منهم ؟؟ - انتي كلهم .. - أنا آسفة عشان اللي صار مع ماجد .. - لا عادي .. انتي المهم بخير .. - أنا بخير .. - وش فيك جرح في رقبتك ؟؟ - جرح !! - تعال أشوف .. واقترب عبد العزيز منها تلبية لطلبها ، وضعت يدها على رقبته بتأني ، حتى أصابت دماؤه يدها ، أرتها إياه ، وسرعان ما قام إلى دورة المياه في غرفتها ليغسله .. وبينما هو في الداخل .. - عبد العزيز .. عندك ثياب ثانية هنا ؟؟ - ها ؟؟ لا ليش ؟؟ - أجل شيل قميصك وانت تغسل عشان ما ينبل .. وسمع عبد العزيز ما قالته ونفذه ، وغسل الجرح الذي بدا طفيفا ، وعاد وهو يغلق أزراره .. - من ايش هالجرح ؟؟ - مدري .. - مو من ماجد ؟؟ - لا لا .. تطمني .. - طيب عشاني .. روح نام زين .. - طيب .. وانتي بعد .. - أنا نمت كفاية .. بكمل الليل سهرانه | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:06 am | |
| ههه عسى بس للحين حلوة .. شسوي كل ما أحطها كاملة يقول لي كبيرة لازم أقطع .. يالله هذا الجزء الثالث .. ......................................... وعندما مضى عبد العزيز لمكتبه ، ليقضي الساعات القليلة الباقية من الليل يرتاح .. دخل لمكتبه والأفكار تدور في خلده ، لطالما شعر بأن لتصرفات هاله العديد من التفسيرات التي لم يستطيع معرفتها أبدا ، بالتأكيد لاهتمامها به مغزى ، ولدفاعها عنه أمام حبيبها مغزى ، ولكل ذلك وكل ما حدث مغزى أيضا ، و هذا المغزى والهدف ، هو ما لم يستطع عبد العزيز الوصول إليه حتى الآن .. استرخى على أريكة مكتبه التي طالما وجدها مريحة ، مغلقا أضواءه ، مسلما نفسه لنوم عميق .. حتى أسفر الصباح ، واستيقظ عبد العزيز على منبه هاتفه الذي استمر في رنين مزعج ، تمالك أعصابه التي ثارت لذلك الصوت ، وغسل وجهه بماء بارد ، عل ما بعينيه من نعاس يزول .. ظلت عيناه متخثرتان ، وجسده مهلك ، وحاله تعبة .. فكر ، ولربما تكون هاله من تزيل عنه هذا التعب ، ومن تضفي على يومه إشراقة جديدة .. اتجه نحو غرفتها ، ورأى الضوء مطفأً ، اعتقد كونها نائمة ، طرق الباب بخفة ، وسارع بالدخول قبل أن ينتظر الجواب ، دخل بهدوء ، ودون أن تتنبه له هاله ، التي كانت مستغرقة بتقبيل ماجد الجالس بجانبها ، أصابت عبد العزيز الصدمة ، وعاد خارجا دون أن يستوقفهما ، ظل واقفا قرب حجرتها مغمضا عينيه ، يتمنى أن يكون ما رآه مجرد وهم لتعبه ، عاد وطرق الباب بقوة أكبر ، عندها أذن له بالدخول ، ورأى هناك ماجدا ، وقد شقت الابتسامة شفتيه ، وهو ينظر إليه .. ضغط عبد العزيز على نفسه ، لما رأى السعادة بادية على هاله ، سألها عن حالها ، أجابت إنها على أفضل ما يرام ، رخص لها بالخروج ، فلم يعد بمقدوره رأيتها وقد أخذها ماجد بين أحضانه .. وعاد عبد العزيز لإجازته التي اقتطف منها أيام عمل لأجل هاله .. وعاد لجلوسه من صديقه الذي يراه الوحيد الوفي له في هذه الدنيا .. ويعود ليشكي له ما أصابه من هم ، وما لقاه من تعب لما رآها على ذلك الحال ، ولما عصر قلبه ، فقد شعر بنهاية لهذا الحب وشيكة .. - علي .. خلاص أنا اليوم تدمرت ، تحطمت ، مات كل شي فيني .. كنت متحمل مسألة إنها تحب غيري على أمل إنها تشيله من بالها لما تشوف خيانته اللي أنا حاسس إنها رح تكون وشيكة .. لكن إني أشوفها معاه .. وهي عنده .. وتبوسه .. قلبي انشلع يا عليوي .. والله تعبت .. - بس يا عزوز .. مو احنا اللي تشلع قلبنا حريم .. هذا بس بالبداية .. بعدين تصير عاقل .. وتكتشف إن الأمور ترى مو مثل ما تشوفها ، والحياة حلوة .. بس نفهمها .. - وش تقول ؟؟ مو ملاحظ إن ما في كلمتين من اللي قلت مترابطين .. - شسوي ما تعودت أكون حلال مشاكل الحب .. - زين يا علي .. شور علي .. أتركها .. وللا أظل يمكن تتركه .. - والله أنا أدري فيك .. وش ما قلت ما بتسمع كلامي .. فبقول لك اللي انت تبي تسمعه .. لا تتركها .. وبعدين هذا رايي بعد .. إذا تركتها ما رح تتحمل تشوفها كل يوم بدون ما تحاول تبين لها شعورك .. فخليك مثل ما أنت .. أدري بتتعب .. لكن هذا الحب .. وفي النهاية إنشالله تكون سعيدة ... - ربي يسمع منك .. من بؤك لباب السما .. هذا بينما هاله تعيش في سعادة وهميه ، مغتبطة لوجود ماجد بجانبها ولا تعلم ما الذي ينتظرها ، اعتقدت نهاية حبها السعيدة ستكون عما قريب ، إلا أن حبها لماجد ما قدر له إلا أن يكون مؤلما لها ، كالطعنة من حبيب ليست بقلبه الرحمة .. تخرج معه ، وتذهب معه ، وتعود معه ، ويدها بيده ، وظنت أن قلبه معها كما أن قلبها معه .. .... جلس عزوز متوسطا مجلس أصدقائه القدامى اللذين قطعهم لمدة طويلة من الوقت ، لانشغاله بدراساته العليا وعمله ، ولانشغاله بحبه لهاله .. وبينما كانت تدور أحاديث كثيرة بين الشباب ، وبينما كان المزاح وذكر مواقف الطفولة سائدا .. ذكر أحد الجالسين الزواج ، وتمنيه أن يختار عروسه بنفسه ، دون أن تتدخل والدته في الأمر ، بينما عزوز يتمنى أن تقوم أمه من قبرها لتطلب له البنت التي ترضاها .. وجاء من بين الأسماء اللذين ذكروهم وذكروا أنهم حديثي الخطوبة أو الزواج ، ماجد .. هو ذاته ، فكر عبد العزيز في نفسه وخاطب علي سرا بينهما .. - عليوي .. مو هذا اسم ماجدو .. اللي تحبه هاله .. - أي ..وأنا أقول هالاسم مألوف .. - تتوقع خطبها ؟؟ - يمكن .. عبد العزيز لا تتهور .. أنا أدري عنك الحين بتروح تكسر الدنيا .. اقعد .. - بتقوم معاي وللا لا .. - والله أكشن .. أي بقوم .. ويقوم علي ليكون مع صديقه الذي شارف على الانهيار لسماعه الخبر ، ولأنه وقع في ظنه أن ماجد لن يطلب سوى هاله .. إلا أن ظنه كان خاطئا ، بعد أن استفسر من أحد الشباب عن هوية من طلبها ماجد ، أخبره باسم والدها ، ورأى اختلافا كبيرا بين الاسمين .. وتيقن من الخبر الأكيد ، زواج ماجد من غير هاله .. تعجب لهذا الوضع ، ولما حدث ، فبعد أن كان ماجد من أشد المنافسين له على هاله ، و عدوه اللدود لذلك .. أيمكن أن يكون قد فعل ما فعل مجبرا ، إلا أنه لا يمكن جبر رجل على الزواج من امرأة لا يريدها ، خاصة رجل كماجد .. لن يقبل بمثل هذه الإهانة .. حادث هاله ، ليرى كيف هي حالتها النفسية ، بعد أمر كهذا ، لابد أن وقعه عليها كان شديدا .. - هلا هاله .. - عبد العزيز !! - ليش مستغربة اتصالي ؟؟ - لا .. عادي .. - شلونك انتي ؟؟ - شفيك ؟؟ أنا تمام شفيني يعني ؟؟ - لا بس قلت أتطمن عليك .. - وش عندك ومغبيه ؟؟ - ما عندي شي .. طريتي على بالي .. قلت أكلمك وأتطمن عليك .. - وكل مريض يطري على بالك تكلمه وتتطمن عليه ؟؟! - بس المميزين عندي .. - زين .. والحين تطمنت علي .. في شي ثاني .؟؟ - كأنك تقلعيني .. - آسفة بس بروح بطلع مع ماجد .. - ماجد ؟؟ - شفيك مستغرب ؟؟ انت اليوم مو طبيعي .. مو أول مرة أطلع مع ماجد .. واعتقد انت عندك خبر .. - أي .. أي صح أنا عندي خبر .. طيب .. استمتعي بوقتك .. وبكرة أصلا في موعد .. أتكلم معاك فيه .. - طيب .. أنت بعد روح اطلع مع صديقك .. - أنا وياه أصلا .. لا توصين حريص .. - طيب .. أشوفك بكرة .. باي .. - سلام .. ويغلق عزوز الهاتق متعجبا مما يجري ، رأى أنه لربما كان تشابه أسماء أو شيء من هذا القبيل ، فلا يمكن كون هاله لا علم لها بأمر ماجد ، وهو قريب لها ، ولا يمكن خروجه معها وهو حديث الخطوبة ، إلا إن كان " يلعب على الحبلين " ، فيخدع تلك البريئة التي خدعها ، وهاله أيضا المستمر في خداعها .. وبعد أن مضى من الليل جزء طويلا ، مضى عزوز لمنزل ماجد الذي أخذ عنوانه من الشاب الذي أعطاه المعلومات بأسرها .. وهناك ، طرق الباب ، وخرج له رجل طاعن في السن ، سأله عن ماجد ، أخبره أنه بالداخل يهاتف شخصا ما ، علم عزوز كون من يهاتفه ، إما هاله ، أو خطيبته ليخدعها بالحب ، والوفاء ، والشوق لأنه لم يراها اليوم .. خرج له ماجد على مضض ، ولما رآه ماجد ضحك ، وقابله باستهزاء ، رد عليه عزوز بأدب واحترام ، طالبا تسوية الأمور ، التي خرجت عن السيطرة في الآونة الأخيرة .. رأى ماجد عزوز وكأنه ذليل له ، أعجبه ذلك المنظر ، ومضى مع عزوز بسيارته ، وأيضا سار به إلى حيث يعيش ، وإلى حيث علي بالانتظار .. نزل معه ، وأدخله المخيم ، وهناك ، ما قابل ماجد عزوز إلا ورأى على وجهه قبضة عزوز التي كادت تكسر أنف ماجد ، ومن بعد أن حاول ماجد الدفاع عن نفسه ، قدم إليه علي ، الذي كان على أهب الاستعداد للقتال ، خاصة لأجل عزوز ، والتف حول ماجد الأذى والضرب .. وبعد أن خارت قواه في مواجهة اثنين من الشباب الأشداء ، أجلس على ذات المقعد الذي جلس فيه محمد سابقا ، وكأنه أصبح كرسي اعترافات وتحقيق .. - حبيب قلبي .. انتهى الموضوع ، وخلصت لحظات اللي كنت تتوقعني فيهم ذليل .. أنا واحد عندي عقل .. ومو أنت اللي بتجرح وحدة ، حبها قلبي .. ودخلت عقلي .. تقهم ؟؟ - وش اللي تبيه انت ؟؟ أنا تركت لك هاله ، وهذا جزاي بعد ؟؟ - والله لو إنك معرس عليها كان أهون على قلبي .. لكن مسألة إنك قاعد تخدعها ، وتوهمها إنك تحبها ، وتطلع معاها حتى بعد ما خطبت ، وتغبي عليها القصة .. لا ... انت ما تدري وش ممكن يصير لها .. - أنا ما أبي يصر لها شي .. بس اللي حصل إني من البداية حسيت إني مجبر أجامل هاله ، عشان كانت ما تصير بخير إلا لما تشوفني ، وما بقدر أقضي حياتي معاها .. - زين .. لكن على الأقل يا حيوان .. كان علمتها إنك بتخطب .. خليها تتقبل الموضوع شوي شوي .. مو تخليها أمام الأمر الواقع .. الحين تلاقيها تحلم فيك .. وانت مع غيرها .. وبعد أن ثبت الأمر ، وتأكد خبر خطوبة ماجد ، أحس عزوز أن من مسؤوليته أن يخبر هاله بهذا الخبر الذي سيكون مؤلما لها بلا شك .. وفي أحد المواعيد الذي تأكد عزوز أنه سيكون مؤلما ، صعبا ، بداية بالنسبة له ، وبالتأكيد بالنسبة لها أيضا ، ماذا ستكون عليه هاله إن علمت ، أن الشخص الذي طالما أحبته بدأ يخون ، لا يخونها إنما بدأ يخون خطيبته معها ، وهي التي تبعد عن ظنها أنه قد يكون يخدعها مع غيرها .. قدمت هاله لمكتب عزوز بعد أن تأخرت عن موعدها لبضع دقائق على غير عادتها الدقيقة .. دخلت وهي تحمل في قلبها الكثير ، لتلقي به على عزوز .. استقبلها بابتسامته العريضة ، قام من مكتبه ليستقبلها كعادته ، دخلت مثقلة ، جلست قربه على كنب مكتبه الكبير .. وبينما هي تتأمل يديها الممسكة بهاتفها الجوال ، ظل عزوز يتأمل هدوءها ، سكينتها .. وبدأ يحادثها .. - هاله .. شفيك ؟؟ - ماجد يا عبد العزيز .. ماجد ماعاد مثل الأول ، صار له فترة ما تعب حاله حتى يكلمني .. - بعدك تحبينه ؟؟ - مشكلتي إني بعدي أحبه ، بعدي ما أقدر أعيش بدونه .. - طيب .. ما تتخيلين إنه يمكن يتهرب منك ..! - مستحيل .. هذا ماجد مو أي واحد .. - لكن انتي مو واثقة من حبه لك .. - من قال مو واثقة ؟؟ - أنا قلت .. وهذي هي الحقيقة ، ماجد يا هاله ما يحبك .. - أنت وش دراك ؟؟ بس ذيك المرة أنا تسرعت ، وما كان الوضع مناسب .. وبعدين ماجد كل يوم يثبت لي إنه يحبني .. - مثل لما باسك ..؟؟! - انت تراقبني ؟؟! - أنا ما أراقبك ، لكن لما دخلت بهداوة غرفتك عشان لو كنتي نايمة شفتكم .. أنا ما كان قصدي يا هاله .. أنا كل اللي أبيه إنك تطلعين من الوهم اللي معيشة نفسك فيه .. واللي مخلية ماجد فيه كل شي بحياتك .. - أنت ليش دايم تشوه صورة ماجد عندي ؟؟ - وانتي ليش دايم تعطيه الأعذار ؟؟ - ....... لأني أحبه .. - هاله .. ماجد يخونك .. - انت ما تعرف ماجد .. - اللي أعرفه إنه عاش حياته بدونك ، وراح عنك ، وخطب حتى بدون ما يقول لك .. - ...... - هاله .. هاله تسمعيني ؟؟ - عبد العزيز ... - هلا ... " واقترب منها " .. - .......... " وبكت على كتفه بعد أن ضمها إليه " .. - هاله ؟؟ - خلاص .. أنا بروح البيت .. - من بوديك ؟؟ - السواق بره .. - لا .. لا .. انتظريني .. أنا أخلص دوام الحين .. أوصلك .. - لا .. - هاله .. خطير تروحين مع السواق لوحدك .. خصوصا اليوم .. أخاف عليك يصير فيك شي لا سمح الله .. والسواق ما يعرف شيسوي لك .. - يعني انت اللي تعرف ؟؟ - ................ - عبد العزيز .. انت تغار من ماجد ! - ........... - طيب يالله .. - بتركبين معاي ؟؟ - أمري لله .. وتخرج معه ، وهي خجلة ، وهو يقول في نفسه " عسى بس السيارة مو مغبرة " ، حتى وصلا إلى سيارته ، وفتح لها الباب الأمامي لتجلس بجانبه ، بعد أن ترددت جلست ، وأسرع هو ليجلس خلف المقود .. سار مسرعا ، وهو يتبع تعليماتها ليصل إلى منزلها ، وبينما هو منشغل باتباع إشارات وتعليمات الطريق التي يراها لأول مرة ، حيث أنه لم يعتد على المرور بهذا الشارع سابقا ، كانت هي تتأمله ، وتنظر إليه .. تنبه لها ، واستدار إليها ، ناظر لها هو الآخر بعد أن توقفا عند إشارة المرور .. " وهو يبتسم لها " - في شي ؟؟ - ....... - هلول .. فيني شي ؟؟ - ههه .. فيك شعرة بيضا في سكسوكتك .. - والله ؟؟ والله وقمت أشيب .. - كم عمرك ؟؟ - عمري في العشرين .. - اها .. - شيلي لي الشعرة .. - طيب .. أنا عندي ملقط .. وفور أن أخرجت هاله الملقط من حقيبتها حتى فتحت إشارة المرور واضطر عزوز للسير .. وفي الطريق حاولت هي نزعها من وجهه ، وهو يحاول أن يثبت لتستطيع الإمساك بها ، إلا أن الطريق لم يكن سالكا ، وملأت السيارة ضحكاتهما .. حتى توقف قرب منزلها ، وهناك نزعت هاله الشعرة أخيرا .. - بعد محاولات نص ساعة .. توني أشيلها .. - ههه .. ما في غيرها .. - تعال أشوف .. وظلت تنظر إلى ما أحاط فمه من شعر " سكسوكته " التي أظهرت جمال وجهه الوسيم ، وبينما هي تبحث قريبة من وجهه ، التقت نظراتهما ، وظلت هي بحياء تنظر إليه ، وهو يتأمل ما بها ، وابتسامتها الطفيفة التي أسرت قلبه ، وبعد أن تشعب الحب في وجدانهما ، سلما نفسيهما لقبلة كان لا بد لها من الحدوث .. ونزلت من سيارته مسرعة ، وهو يلوح لها بيده ، دخلت لمنزلها ، وانطلق عزوز للمخيم حيث علي ، وهناك ارتمى بنفسه على الأريكة ، نظر إليه علي مستغربا حاله .. - عليوي .. علووووووووي .. حبيب قلبي ، علاوي .. طاح رفيقك .. - كل هذا حب لي .. ما شالله .. وش اللي صار ؟؟ - يا أخي طحت ورحت فيها ، رحت وطي .. وبعدين حب لك ؟؟ تخسي .. حب لهاله .. - وش اللي صار ، صار شي في موعدها معاك .. - البنت قامت تشك إني أغار من ماجد عشان هي تحبه .. - قلت لها إنك تحبها ؟؟ - لا .. لكن أكيد عرفت .. - لازم تعلمها .. عشان ما تصير مثلك مثل ماجد .. - لا مستحيل .. أنا بستها .. - العن أمك .. - هيْ .... - الله يرحمها .. بس يا أخي .. مرة وحدة .. بستها .. - والله أبيها وأبي أعرس عليها .. وبعد هذا ، قرر عبد العزيز بينه وبين علي ونفسه أن تكون هاله له ، وأن لا تكون كذلك إلا بما شرع الله ، بأن يطلبها من أهلها .. وفي أحد أيام العطلة الأسبوعية ، خرج عزوز كعادته لشراء الملابس التي تليق بدكتور ، وأخرى للإبحار والرحلات البرية مع أصدقائه .. وبينما هو يتجول بين المحلات وقد امتلأت يداه بالأكياس لمح هاله من بعيد ، ورآها .. وهي التي كانت تعتقد نفسها تراقبه دون أن يتنبه لها ، كان هو الآخر يراقب تحركاتها خلفه دون أن تعلم عنه .. وبعد أن أضاعته ، قدم لها من خلفها ، لتستدير عليه فرحة بقدومه .. - ها .. وش تسوي هنا ؟؟ - أتسوق يعني وش أسوي .. انت اللي وش تسوي ؟؟ تقز ؟؟ - افا عليك .. أنا أقز ؟؟ لو علوي يمكن .. لكن أنا ؟؟ حرام عليك يا هاله .. ما تشوفين الأكياس هذي كلها اللي بيدي .. - طيب خلاص صدقتك .. وعلي هذا رفيقك مو ؟؟ - هو بس رفيقي هو كل دنيتي .. - .... - وانتي بعد .. انتي أكثر منه بعد .. - طيب .. وينه .. مو معاك ؟؟ - لا .. هو رايح لرحلة .. أنا بعدين بروح لهم .. انتي من معك ؟؟ - ما أحد .. أنا أتسوق لحالي .. ما عندي أخت .. وأمي ما تحب السوق .. - وصديقاتك على الأقل .. - وحدة انخطبت وما عادت من الشلة .. والثانية مسافرة دراسة برا .. - طيب .. تجين معاي ؟؟ - وين ..؟؟ - في مدينة ألعاب جديدة تحت .. تجين ؟؟ - دكتور وش طولك وش عرضك تلعب في مدينة ألعاب ؟؟ - هذا وجهي إن ما بكيتي من الخوف .. ألعاب كبار .. وبعدين الدكتور ما يعيش حياته يعني .. - لا يعيشها .. لكن يصير عاقل .. - يعني ما بتجين ؟؟ - لا بجي .. أحد يطوف مدينة الألعاب .. - أحد يطوف مدينة الألعاب ....! - يطوفها معاك .. - أي كذا .. وتوجه كلاهما إلى مدينة الأعاب التي امتلأت بالناس ، وهناك بدآ باللعب ، وكل منهما بجانب الآخر ، ودخلا إلى بيت الأشباح ، بعد أن ترجاها لتدخل معه .. دخلا ، وهي تتظاهر الشجاعة ، وكان لا بد لهما من السير على الأقدام خلف شخص ما مرتديا عباءة سوداء ممسكا بضوء خافت ، وسط الظلام كانت المؤثرات الصوتية والحركية قد أدت مفعولها ، فقد أمسكت هاله بعزوز وتشبثت به ، وهو يضحك عليها ، ويكمل الطريق ، حتى ركض القائد أمامهما ، وركضا خلفه ، وهي تصرخ ، وهو يضحك ، حتى فتح الباب دون سابق إنذار ، وأخذت لهما صورة ، وهاله ممسكة بعزوز ، مغمضة عينيها ، وهو ممسك بيدها لئلا ترتعب ، وقد سقط من على رأسها غطاءه ، وسارعت بارتداءه ، وأخذت الصورة ، وضحكا عليها مطولا ، بعدها ، ذهبا إلى قطار الموت ، ركبت معه على غير عادتها ، حيث لم يكن أحد ألعابها المفضلة ,, وفور أن بدأ القطار بالتحرك حتى بدأت هاله بالصراخ ، ووضع عزوز يده على يدها ممسكا بها ، لتطمئن .. وغيرها من الألعاب التي شعر كلاهما في كل واحدة منها بالحب ، والرومانسية وسط الضجيج ، بالاطمئنان .. ولما خرجا من مدينة الألعاب وهما في سعادة غامرة ، رأت هاله أحد معارفها من بعيد ، فغطت وجهها ، وقدم " راشد " ليسلم على عزوز حيث كان على معرفة به .. - هلا والله .. هلا براشد .. - شلونك دكتور ؟؟ - بخير الله يسلمك .. وعاد برا المستشفى ماني دكتور .. - أي .. إلا جاي مدينة الألعاب .. - أي .. جيت مع بنت أختي .. - شلونك ؟؟؟ " يحادث هاله التي ادعى عزوز كونها ابنة أخته " .. - هي ما تتكلم .. غتمة .. " همس عزوز بذلك في أذن راشد " .. - طيب .. مع السلامة .. - الله يسلمك .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:09 am | |
| وما إن استدار راشد حتى كشفت هاله وجهها ، وهي تؤنب عزوز لادعائه كونها مصابة بالغتم .. وتركها عبد العزيز عند سيارة سائقها ، بعد أن رفضت أن يوصلها ، وذهب هو إلى أصدقائه في رحلتهم ، وكعادته أخبر علي بما حدث بالتفصيل .. وذهبت هاله لمنزلها وهي تحلم بعزوز ، وبما حدث عفويا منها ومنه .. وكونه طبيبها .. كيف لهذا أن يحدث .. إلا أن ما تسلل على قلبها كان سعادة غامرة ، وبسمة عريضة ، وذكرى جميلة ليوم لا يمكن أن يرتحل من ذكراها ، أسفت لبعدها عن صديقتيها ، بعد أن أقاموا الكثير من حفلات الصداقة ، التي اعتادوا أن يتعاهدوا فيها على الصداقة الأبدية .. إلا أن الظاهر أن كل منهن انشغلت بما تهواه .. وابتعدت عن صديقتيها ، ربما ليست ناسية لهما ، إلا أنها تتظاهر الانسيان ، والانشغال .. وجاء الموعد التالي ، وقدمت هاله لطبيبها الذي اصبح حبيب فؤادها ، وهناك ، جلسا كالعادة ، بداية يتحدثا عن أمور مهمة في العلاج ، وبعدها ينتقل الحديث عن أمورهما الشخصية ، وكان من بين أسئلة عزوز الشخصية لهاله .. - طيب أنا باسألك سؤال .. - وانت وش عندك غير تسأل ..! اسأل .. - انتي .. تبين تتزوجين .. - ......... " رافعة أحد حاجبيها " .. - لأن الصراحة .. أنا أبي أتزوج وحدة أحبها .. واسترسلا بالحديث ، حتى انتهى بهما الأمر بداخل حمام مكتبه ، يقبل كل منهما الآخر بشغف .. طرقت الممرضة باب المكتب ، ودخلت ، استغربت كونهما معا بداخل دورة المياه ، اتجهت هناك ، وتدارك عزوز الأمر ، وفتح صنبور المياه ، وجعل هاله تدعي كونها تستفرغ .. وخرج هو من دورة المياه ، تاركا هاله مع ممرضته ، وبعد أن خرجت هاله مدعية التعب أمام الممرضة ، أرسل عزوز الممرضة لتأتي بماء لهاله .. وما إن خرجت مسرعة .. - والله إنك ممثلة .. - والله إن عقلك كبير .. كيف اجا على بالك ؟؟ - أنا دايم كذا .. ذكي ، على طول أعرف أدبر المواقف .. ... وكذا دائما يكون حال العاشق .. قرب حبه يموت وإن ابتعد تمنى أن يشنق يرتشف الحب من كأس الغرام .. وريح حبيبه مع روحه ، وفي حياته يعبق ينتظر رؤية المحبوب على جمر .. ليت قلبه إن لم يراه يحرق كم هي الدنيا خالية دونك .. ومن دونك حياتي لا ترتقي لأطير بك حبي إلى بعيد ، بعيد .. وإلى سماء مالت للون أزرق لنلون حبنا أزرقا وأحمر و أخضر .. ولنجعل الحب بحبنا بنا يلتقي بحب بريء ، وقلب جريء .. أحبك ، ياروحي .. وقلبي .. وحياتي .. وخافقي ... وهاهما العاشقان يعبقان في جو الحب ، يطيران على أجنحة الطير ، يعيشان في الخيال ، فأميرته قريبة منه ، وفارس أحلامها قد أتى .. بعد كل لقاء ، تكثر الأماني ، والأشواق إلى لقاء آخر .. وإلى يوم آخر ، يعودان من بعده حرين ، بلا قيود ، مستمتعين ، بلا كدر ، ودون ما يتعب حياتهما التي أخيرا وصلت إلى معنى السعادة الحقيقية .. كيف يكون حال ماجد ؟؟! حاله سيئة ، فبعد أن تخلى عن هاله لاعتقاده عدم محبته لها وزواجه من أخرى ، ألقى الندم به إلى نهاية مؤلمة لهذا لزواج الفاشل ، نهاية تعيسة ، بلا طلاق ، وبلا زواج ، وبلا شيء .. يعيش حياة العازب وما هو بعازب ، يظلم معه من حاولت أن تسعده على غير نفع ، فاستسلمت ، وما عادت لتكون ذات فائدة إلا لتشبع رغباته .. ............................................ وما للندم أن يغير من شيء .. وفي أحد الأيام الصيفية ، خرج عزوز مع عليوي متجهين لجامعة البنات ، حيث اضطر علي لأخذ شقيقته التي هاتفته بعد أن مضى سائقها تاركا إياها ، ممتنعا عن العودة .. وهناك وقف عزوز بسيارته ، ونزل علي باحثا عن أخته منتظرا لها ، وبعد أن طال انتظار عزوز ، أخذ يشغل نفسه بمراقبة وجهه في مرآة السائق ، ونظر للحيته التي بدأت بالطلوع .. عندها هاتف صالون الحلاقة فورا ، وأخذ موعدا ليحلق له ، وينظر إلى شعره ، ويرتبه ، وبعد أن فرغ من مظهره الخاجي ، ومل الجلوس ، أخرج من أسفل المقعد الجالس عليه ، لعبة وبدأ يلعب بها ، مخفضا إياها لئلا يراها أحد من الخرج ، حيث أخفى أمر هذه اللعبة عن الجميع ، لئلا يبدؤون بالسخرية عليه ، لكبر سنه على لعبة كهذه ، ولكونه طبيبا .. إلا أن طبيعته المرحة ، والطبيعية استدعته لشرائها ، وأيضا حبه للالكترونيات بشكل عام .. غافلا عن وجود من يراقبه من الخارج ، رن هاتفه الجوال ، وسارع بالرد عليه بعد أن رمى الـ تحت المقعد ثانية .. - هلا .. هاله .. - أهلين .. وش قاعد تلعب .. ها ؟؟ - وش دراك ؟؟ هذيك انتي اللي واقفة .. - أي .. " ملوحة له " .. - ليش واقفة ؟؟ - أنا انتظر سواقي .. وانت ليش واقف .. تمر على بنت أختك ..؟؟! - ههه ههه ههه ... تتغشمرين بعد .. هذا صديقي يمر على أخته .. تعالي أوصلك .. - لا بانتظر.. - والله ؟؟ انتي فاكرة الموضوع بكيفك ؟؟ تعالي بسرعة .. وبعد أن أصر عليها ، اتجهت نحو سيارته ، وركبت في الخلف بعد أن احترقت تحت أشعة الشمس الحارة .. - ليش قعدتي ورا ؟؟ - عشان صديقك .. - طيب .. ومن متى وانتي تراقبيني ؟؟ - صار لي مدة ، من بديت تناظر لحيتك بالمراية .. شنو تدور شيب ؟؟ - لا بس كان يبالها حلاق .. وشفتيني ألعب .. - تغبيها عن من ؟؟ - لا بس .. ما أحد يدري عنها الحين إلا انتي .. - هي جريمة ؟؟ - بعدين يفكروني ياهل .. وقدم علي من بعيد ، وقد قطب حاجبيه لطول وقوفه تحت أشعة الشمس ، وركب السيارة غير منتبه لوجود هاله بالخلف .. وهو يحادث عزوز .. - الهبله ذي بالموت طلعت .. وقفتك مدة طويلة ها ؟؟ - هاله هنا .. - اوه .. آسف ما انتبهت .. شلونك هاله ؟؟ - الحمد لله .. - وينها أختك ؟؟ - ألحين جاية .. جننتني وأنا اتصل عليها .. إلا هاله تعرفين أختي هي بسنة ثالثة .. - لا .. أنا لساني سنة أولى وما أعرف أحد .. وتدخل شقيقة علي للسيارة ، غير منتبهة هي الأخرى لوجود هاله .. - وأنت ما خليت سبة ما حطيتها فيني .. بسم الله .. من هذي ؟؟ - بسم الله ؟؟! وش شايفة .. جني ؟؟ هذي هاله .. - من هاله .؟؟؟ - وحدة مريضة عندي .. بنوصلها .. - اييي .. زين .. يالله روح عزوز وديني لبيت رفيقتي .. - أي وحدة .. أنا وش دراني بيت رفيقتك .. - لا .. تروح البيت ما عليك منها .. - وأنت وين بتروح ؟؟ _ يعني وين بروح .. بروح المخيم .. - خذني وياك عن الزهق .. - ها ... هبله أنتي .. سوق عزوز روح لبيتنا ، وللا بتودي هاله أول .. - لا هاله أول .. بيتهم أقرب .. وأوصل عزوز هاله إلى منزلها ، وما إن دخلت حتى بدأت " ريما " شقيقة علي بالاعتراض على ما فعله عزوز ، وسارع أخيها بتوبيخها ، لتدخلها في شؤون صديقه .. نزلت لمنزلها وهي تحبس دموعها ، فقد أحرجها أخيها أمام شخص ، كانت تفضل ألا يكون لها مواقف كهذه معه ، هو بالذات .. صدع علي بمحادثة عزوز ، الذي أكمل طريقه إلى منزله باسما ، غير مكترث بما يحدث حوله .. - عزوز .. - ها ؟؟! - ها ؟؟ وش صار مع هاله ؟؟ - ما صار شي .. بس شفتها واقفة بالشمس ، وسواقها ما اجا لها .. ناديتها أوصلها .. - ترى مفروض ما ترضى .. - وش حقه ما ترضى ..؟! ألحين هي رايحة معاي مدينة الألعاب ، وموصلها من المستشفى لبيتها ، وصار لي بايسها مرتين ، والحالة حالة ، ومفروض ما تركب معاي ألحين ..! - واللي يبدى بالحرام يكمله يعني .؟؟ - تفكرني ألعب .,. تراني مقرر أتزوجها بأقرب وقت .. - ومتى الوقت هذا يجي .؟؟؟ - لما أختي ترجع من السفر عشان تخطب لي ، ولما أشتري الفيلا اللي في بالي .. - أي فيلا ؟؟ - هذيك اللي تجننا أنا وياك عليها .. اللي قريب المخيم .. - من صجك .؟؟؟؟ - أنا حاسب حسابي .. ومسوي ميزانية للفيلا .. وفلوسي تكفي .. وإن شالله تكون من نصيبي .. - طيب .. وهاله ..! بتظل معاها كذا ..؟ - لا .. بحاول قدر الإمكان إني ما أصير معاها .. - انت ألحين .. - لا خلاص .. عشانك بس .. والله أنا مو من ذاك النوع اللي بالي بالك .. لكن شسوي الأمور ساعات تطلع من السيطرة .. - لا حبيبي .. أمسك أعصابك .. وخليك مسيطر .. وإذا تبي تقدم لها من ألحين .. - أقول لك خلي أختي على الأقل تجي بالأول .. - أختك ؟؟ مو لازم .. أهلها يعرفونك .. وما اتوقع يردونك .. وهم يعرفون ظروفك .. - ما ادري ما اتوقع ألحين .. وبعدين أصلا أنا بعدي ما استقريت بشغلي .. - كيفك .. لكن حركات بطالية ما في .. - على أمرك .. " ما بيدي أن أرى أو أعيش ، وما بيدي أن أقدر متى موتي ، إلا أنني أموت وأحيا في اليوم مئات المرات ، عندما ألقاك ، وفي نهاية اللقاء الذي مهما طال ، فهو بالنسبة لي قصير .. " " مشاعري فاضت ، وقلبي أصبح خفوقا ، مات الحنين بقلبي ، فلقاءك كل يوم كفاني .. أيحق لي أن أقول لك بين نفسي أحبك ..! وجداني بات إليك ، لم أعد أملك من نفسي شيئا ، ولم يعد قلبي أحد أملاكي ، ما عدت أملك سواك ، وأعدك .. لن أتخلى عنك " أغمض عزوز عينيه على ذكرى هاله ، عازما على الذهاب في إجازته إلى مملكة البحرين للاستمتاع في السنما التي خلت منها مملكتنا .. ومضى الليل بأحلام كثيرة ، لهاله التي سكنت بال عزوز .. واستيقظ الفجر ، ليقيم صلاته ، رفع رأسه متثاقلا ، وقد غطى شعره نصف وجهه .. غطى وجهه بكفيه ، مغلقا ساعة الهاتف التي رنت " حبك وجع " .. وقام ليوقظ علي .. صلى الفجر ، وسارع لهاتفه ليوقظ هاله .. وبعد أن فرغ مما استيقظ لأجله ، ارتدى ملابسه الأنيقة ، وسارع لسيارته ، لينطلق إلى البحرين منذ الصباح الباكر ، لئلا يمضي الوقت الطويل واقفا للازدحام ، تعدى ذلك ، ووصل إلى حيث حجز له ليبيت ليلة هناك .. القى بنفسه على السرير ليكمل نومه بعد تعب القيادة ، وما إن التقى رأسه مع الوسادة حتى استغرق في نوم عميق ، أخذه إلى أحلام بعيدة ، وإلى عالم مختلف .. وبعد نوم متواصل استيقظ عزوز وقت الظهر ، واتجه نحو أحد المطاعم التي اعتاد على تناول الطعام فيها ، هناك تناول غداءه القليل ، وحاسب ، وخرج مسرعا نحو صالة السينما ، التي اعتاد أن يقضي فيها الساعات الطوال ... بعد أن اختار عزوز أحد الأفلام التي تعرض وهو فيلم رعب ، وقف خلف الصف ليشتري التذاكر ، وكانت الصفوف متعددة بجانب بعضها ، هناك .. سمع من يهمس له ، استدار يمينا ويسارا لم يجد شخصا يعرفه ، نظر أمامه متجاهلا ما سمع .. وبعدها بثوان ، شعر بمن مس يده ، استدار ورأى هاله .. أمن المعقول أن يصادفها ، ابتسم فرحا لرؤيتها ، ظلت هي تحادثه بالحركات لئلا يتنبه والدها الواقف أمامها لعزوز .. أشارت له سائلة إياه عن أي فيلم سيدخل ، أجابها ، وطلبت منه أن يحجز لها معه .. اشترى عزوز تذكرتين .. واشترى والدها أيضا تذكرتين لفيلم مختلف ، ولما فرغ الجميع ، وكانت أوقات عرض الفلمين متقاربة ، ولما كان أبو عامر لا يحب مشاهدة الأفلام المرعبة ، ضحكت هاله على والدها ، جاعلة إياه يدخل ما حجز وحده ، وذهبت هي مع عزوز ، الذي استغرب حركاتها الخطيرة .. دخلت معه إلى صالة العرض ، وجلسا جنبا إلى جنب ، يأكلان من " درام " الفوشار ذاته ، ينظران للفيلم الذي ارتاع قلبها منه ، مما جعلها تمسك بـ"بلوزة" عزوز ، خائفة ، وهو معلق أنظاره لئلا تفوته لقطة من العرض .. وظلا في هذه الحال ، حتى التقت يديهما بداخل الـ" الدرام " ... عندها التقت أنظارهما ، وبابتسامة .. ترجمت أحاسيسهما .. بعد أن انتهى العرض ، خرجا من الصالة متفقين على التوجه لمجمع آخر ، حيث سيذهب أبو عامر مع ابنته ، ذهبت هاله مع والدها ، وعزوز يسير خلفهما بسيارته .. حتى وصلوا جميعا للمجمع الآخر ، وهناك ، كان الوالد عازما على التسوق مع ابنته ، إلا أنها احتجت برغبتها بالذهاب إلى الـ ، حيث لا بد لها من أن تطيل البقاء بداخله .. استسلم الوالد لإصرار ابنته ، وأودعها قرب المنتجع الواقع بداخل المجمع ، وخرج منه متجها نحو أماكن أخرى مطيلا البقاء بين دخان السيجار .. وحيث أودع أبو عامر ابنته التقت هي بعزوز كما وعدته ، وأخذها متنقلين بين المحلات في المجمع ، بين ضحك ولهو واستمتاع ، لم يستطع عزوز منع نفسه من إظهار الكم الهائل من الفرح الذي أصابه ، كما لم تتوقف هاله عن الضحك والابتسام لحظة .. مما يجعل اللحظات سعيدة ، هو إمضاؤها قرب الحبيب ، وهذا ما جرى لهاله وعزوز .. ولما اشترت هاله لعزوز الكثير من الأشياء ليملي بها مخيمه ، والعديد من الملابس ، أصابته في قلبه بخنجر الحب ، الذي كاد يقتله ، لشدة حبه لها ، ولشعوره المفعم بالروح حينما يكون بقربها .. وبعد أن أمضيا الوقت الطويل برفقة بعضهما متناسيين اتنتظار والد هاله الذي كان بالانتظار .. اتجهت هاله لدورة المياه بعد شوط طويل من التعب ، ووقف عزوز بالخارج ينتظرها ، وهو يخطط في نفسه ،أنه في هذه اللحظة ، وبأول خطوة من خروجها من دورة المياه ، سيخبرها عن حبه لها ، وعن رغبته بالزواج منها ، وبينما هو يبحث في مخيلته عن الكلمات المناسبة ، وعن الطريقة المناسبة ، والتعبير المناسب .. خرجت هاله مسرعة متجهة نحوه ، بينما كان مبتسما ينتظر وصولها إليه .. إلا أنها ما إن وصلت .. حتى ودعته ، مخبرة إياه أن والدها مل الانتظار ، وأتى لاصطحابها معه ، عائدين للمملكة .. عندها أصيب عزوز بالإحباط وهو ينظر لهاله التي استادرت نحو المخرج لتلتقي بوالدها ، تاركة إياه حتى لا يراه أبو عامر .. وعاد أدراجه إلى غرفته التي حجزها في فندق ما .. وما إن دخل حتى بدأ يأنب نفسه .. " والله العظيم إنك أهبل واحد في الدنيا ، تدري إنك غبي ، يعني البنت قاعدة جنبك مليون ساعة وتمشي ، وحوسة وما قلت لها شي ، ويوم تأخر الوقت ، قررت إنك تخبرها ، وعلى حظك ، راحت البنت ، ليمتى التأجيل يعني ؟؟ والله ... خلاص .. بكلمها ألحين ،، لا لا .. ألحين هي مع أبوها بالسيارة وما بقدر أكلمها زين .. لكن ... متى أكلمها ؟؟! لا لا .. لازم على الأقل أرسل لها مسج " ويقوم عزوز ليرسل لهاله التي كانت تحادث والدها بحديث مزيف عن مدى روعة الـ .. ووصلتها رسالة عزوز ، التي غمرتها بابتاسمة ، عندما رأت اسم المرسل حتى قبل أن تقرأها " بروفسوري " .. "" هلا بهاله .. هلا بحبي ، هلا بعمري كله وزود .. هلا بروحي .. هلا بعقلي .. هلا باللي ببالي عهود .. "" " أكيد ضبطتي أحوالك مع أبوك ، المهم نتلاقى قريب " وترد هاله بمثلها .. " أهلين ، وهلا باللي غديت على قلبي خفيف هلا والله ، هلا باللي حبنا فيه حب عفيف "" " أكيد ضبطت أحوالي .. وإن شالله عالموعد الجاي نتلاقى " .. ولا يستطيع عزوز مقاومة البقاء دون أن يرد عليها .. "" تمام .. هاله أنا كان ودي ........ خلاص ، بعدين أكلمك ، تصبحين على خير .. يا حبي .. انتبهي لحالك " .. تقرأ هاله الرسالة ، وخفق قلبها يزيد ، والدموع تتلألأ بين عينيها ، لهذا الذي أحبها ، وتقول في نفسها .. " معقولة ... وش ممكن يكون الموضوع اللي يبي يكلمني عليه ؟؟!، ممكن يكون يبي يقطع علاقته فيني ، اللي ماصار لها شي ، يمكن عنده حياة ثانية ولازم يقابلها ، يمكن لازم يتركني ، أو يمكن يبيني ، يحبني ، يمكن يبي يتزوجني .. لا لا .. لا أنا ما أقدر أحط آمال .. بعدين أنحبط فجأة .... خلاص .. ما بفكر بالموضوع .. الموعد باقي له أسبوع .. لما أشوفه نتكلم " .. وترد هاله على رسالة عزوز .. " طيب .. وأنت من أهله .. نام كويس ، وريح بالك بيومين الإجازة اللي عندك، ولا تزعج نفسك .. ألقاك " .. تلقى عزوز تلك الرسالة ... " مهتمة فيني ، يعني ممكن تحبني ، أريح بالي ؟!! من وين أريح بالي يا هاله وانتي فيه ؟!! خلاص يا هاله .. التعب الظاهر رح يلازمني ، لين ما أصير بقربك على طول ، لين ما تكون نهايتي معاك يا حبي " .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:10 am | |
| وعاد عزوز من البحرين فور أن استيقظ ظهر اليوم التالي ، واتجه فورا كعادته للمخيم ، ووجده خاليا ، هاتف علي سائلا إياه عن مكانه ، وأرشده إلى أحد المقاهي القريبة من مكان علي ، واتجها إليها، وهناك كما اعتاد عزوز ، أخذ يلقي بهمه على صديقه الذي كان على قدر من الكفاءة العالية لتحمل هموم البشر ومساعدتهم ونصحهم ، هذا ما تربى عليه ، وما اعتاد على عمله مع عزوز منذ التقائهما .. - عليوي .. أنا تقريبا قلت لها أحبك ، أنا مو قادر أصبر أكثر ، أنا كنت بقول لها أني أبيها تكون زوجتي الأمس ، لكن الظروف ما سمحت لي .. - طيب .. وليش الصبر ؟؟! أنت ليش ما تطلبها من أهلها اليوم قبل بكرة ..؟! - قلت لك .. لازم تجي أختي بالأول .. - أختك لا تنتظرها .. عزوز .. أختك ما عندها وقت محدد ترجع فيه ، ولين ما يجي ذاك اليوم ما تدري وش ممكن يصير مع البنت .. - وش بصير يعني .. لا سمح الله .. يعني إن شا الله ما يصير شي .. أنا أبي أتزوجها .. - طيب .. كلم أبو عامر .. - لازم أشتري الفيلا أول .. - عزوز .. لا تستهبل .. - ترى ما بقى لي إلا القليل عشان أكمل المبلغ المطلوب .. - وليش ما تشتري بيت ثاني ، مو لازم فيلا .. عرسان جداد .. ما تحتاجون مكان كبير .. - أنا أبيه عشان قريب البحر .. وبعدين أنت تعرف قد ايش أنا متعلق بالبحر ، أنا حياتي عايشها عند البحر ، البحر بيتي في العزوبية ، وكاني بعرس وبسكنه وأنا متزوج بعد .. - طيب .. أنا ممكن أساعدك بأي مبلغ تبيه ، الشركة معطيتني مكافأة ، ومثلك عارف ، عزابي وما لي مصاريف .. - لا .. أنا اقدر أجمع المبلغ .. أنا دكتور وراتبي قوي .. - والله لو ما كنت تصرف نص راتبك على الملابس اللي تشتريها بالهبل .. كان أنت الحين ساكن الفيلا .. - تصدق ضايق خلقي بالحيل .. - أي نسيت أقول لك .. الشباب موصيني أخبرك إنهم بيرحون الحج السنة هذي .. - احلف والله ؟؟! - أي والله .. - لازم أروح .. - أي أكيد .. روح .. - وأنت ..؟! - أكيد بروح .. أحد يطوف الحج .. - " تنهد عزوز الصعداء ، وكأن شيئا من همه أزيل " .. وبعد أن انتهت إجازته التي أمضاها بقرب علي الذي كان معه خير صديق ، ساعده على إزالة الضيق الذي أصابه ، وساعده في أمره مع هاله ، وبعد اقتراح علي على عزوز الذهاب للحج ، ازداد تعلقه به أكثر مما سبق .. وفي اليوم الذي اتجه فيه عزوز لعمله ، على مضض دخل مكتبه ، ملقيا حقيبته على جنب ، جلس على مقعده ، طلب كوبا من القهوة ، ليشربها مع حبوب مسكن ألم الرأس ، التي طالما اعتاد على شربها .. وبدأ المرضى بالمجيء ، وينفذ الوقت من عزوز شيئا فشيء ، ولم تأتي هاله بعد .. لم تأت ..! بالتأكيد ، فلم يحين موعدها بعد .. استمر عزوز بسؤال ممرضته عن موعد هاله ، والوقت المتبقي ، واستمرت هي بالرد عليه ، غير متجرئة أن تسأله عن السبب أو حتى أن تفكر بالأمر ، لئلا يفعل معها ما فعله في مرات سابقة .. وقبل أن يأتي موعد هاله بقليل ، وعندما كان عزوز متشوقا لرؤيتها ، بعد شوقه لها ، نودي عزوز لغرفة العمليات ، لعملية مستعجلة ، لا بد أن تتم في أسرع وقت لإنقاذ حياة المريض ، الذي لم يكن إلا شابا في مقتبل عمره ، أصابه حادث مفجع ، بعد أن خرج وأصدقاؤه للدوران في الشوارع " التفحيط " .. غابت هاله عن باله ، طوال ما مضى من مدة العملية ، إلا أنه في وسط ما كان يقوم به ، أتت هي على باله فجأة ، تذكر موعدها ، ووقف عن العمل ، ووقف في مكانه ، ليس ذاهبا لها وليس تاركا من هو بين الحياة والموت ، بين صراخ من معه في غرفة العمليات تنبه عزوز لنفسه وسارع بالعودة للعمل ، لتأخره الذي دام دقائق تأثير على المريض ، وراح الشاب لعالم الأموات ليضمه ، ويرحب به ، أكثر مما رحب به أهله عند قدومه للدنيا ، فلطالما شعر أن وجوده غير مرغوب به ، ذهب للعالم الآخر ، وسط دمائه ، ووسط من وقف أمام ما حدث متفاجئا .. إلا أن رغبة الله وإرادته كانت .. وكانت هي ما حدث ، عندها خرج عزوز من غرفة العمليات ، وسارع إلى مكتبه ، حيث كان الفراغ ينتظره ، فهاله لم تأت من الأصل حيث هاتفته ولم تجد من مجيب فهاتفت ممرضته لتخبرها أن أمرا طارئا طرأ ، واضطرت لعدم المجيء .. جلس عزوز بمكتبه ، واضعا يديه على وجهه ، الذي امتلأ بالدمع ، لذاك الذي عجز عن مساعدته ، حتى فقد الحياة بين يديه .. أتت له الممرضة " زهره " ولما رأته في تلك الحال ، أرادت أن تطيب خاطره بحسن نية .. - دكتور .. دكتور .. - " صمت عزوز أمامها ، وحاول تجفيف دموعه دون أن تنتبه لها " - الموضوع هذا يصير .. هذي إرادة الله .. وهذا اللي الله كاتبه .. ما يصير تلوم نفسك .. - لا .. أنا وقفت بدون ما أسوي شي .. ما كملت العملية إلا بعد ايش ....؟! - دكتور .. أنت ما صار لك مدة طويلة ، يعني مو متمرس ، مع الأيام إن شالله .. رح تكون .. - ألحين وش بصير .. - بس .. بيجون لك ناس .. يسألونك عن سبب الوفاة .. - اللي هو أنا .. - مو أنت .. السبب إن المريض ما وصل للمستشفى إلا وهو بين الحياة والموت .. وأنت ما كان عندك وقت تنقذ حياته .. - .............. - أنا رحت لغرفة العمليات .. وهذا جد اللي صار .. مو انت السبب .. - " ابتسم عزوز لما قالته محاولة استرضاءه " .. عاودت ابتسامتها ، لتقترب من عزوز ناظرة إليه ، باحثة عن ابتسامته الجميلة ، التي أخفاها بابتسامة مزيفة .. عندها عادت الدموع تتلألأ بين عينيه ، ضمته زهره ، حتى شعر بحنان ، بدفء .. ثم قامت قائلة له .. - عليك هاله بالعافية .. أنا اعتبرني مثل أختك ... - " تبسم لها ثانية ، وخرجت ، وهو معجب بتصرفها " ... ومضت الأيام ولم يستطع عزوز رؤية هاله لتخلفها عن مواعيدها ، محتجة بزفاف أحد أقاربها ، وانشغالها بالتجهيزات له .. وأتى يوم ذهابه للحج مع علي واصدقائهما ، وبينما هو يملك ساعة قبل التوجه للباص ، حيث لم يتسنى لهم حجز طائرة .. حاول الاتصال بها ، ليجتهد ويراها في الساعة التي يملكها .. ردت عليه .. - هلا عزوز .. - أخيرا رديتي علي .. - واللع ما أحقرك .. بس انشغلت بالتسوق .. - طيب .. أنا بروح الحج .. - متى ؟؟ - اليوم .. الحين .. باقي لي من الوقت ساعة .. وفكرت فيك .. - تسلم عزوز .. - أبي اشوفك قبل ما أروح .. - ما بقدر .. - ليش ؟؟ - عزوز .. أنا ..... أنا .. - أحبك .. - ........... - طيب .. الظاهر المفروض أعطيك أعذار مثل ما كنتي تعطي ماجد ، ومثل ما صرتي تعطيني .. - عزوز ... - نعم ؟؟ - زعلت ؟؟ - أكيد .. صار لي أكثر من شهر مو شايفك .. والحين بعد بروح مكة .. ما تتوقعين إني بزعل لو ما أشوفك .. - ما بقدر أطلع ، أمي معاها ضيوف ، وأخاف تحتاجني ... - عادي ... بس ..... - تروح وترجع بالسلامة .. - الله يسلمك .. - ادعيلي أدخل طب .. - طيب .. مع السلامة هاله .. - مع السلامة .. .. وأقفلت معه ، وبما قالت من الكلمات القليلة ، غفر لها ما فعلته معه ، ناسيا الهم كله لسماعه صوتها الشجن .. تغنى به ، ووضب حاجياته ، وسار إلى علي ، وخرجا معا من المخيم ، مقفلين بابه ، مودعين مفاتيحه لدى أحد الأصدقاء ممن لم يتمكن من الذهاب .. واتجهو جميعا " 7 أشخاص " نحو ذلك الباص الذي احتوى عائلات انزعجت من وجود مجموعة الشباب ،إلا أنه سرعان ما اعتاد الجميع على الوضع ، أرخى كل من علي وعزوز رأسيهما على الكرسي الغير مريح، مستمتعين بصوت باسم الكربلائي يحكي فاجعة الطف بصوته العذب .. وبعد أن مضى من الوقت الطويل ، قدم إليهم أحد أصدقائهم " سعود " ، ليوقظهم من الغفوة ، ويخبرهم بأن عليهم أن يرتدوا ثياب الإحرام .. وقاما مسرعين ، ليرتدوا ملابس الحج ، التي أظهرت أجسادهم .. ووصلوا لمكة ، ووصلوا لبيت الله الحرام ، حيث سارعوا بالصلاة ، وبدأو أعمال الحج ، في سعادة غامرة ، متغاضين عن التعب الذي أصاب كل منهم .. وما ان انتهوا وحلقوا رؤوسهم ، حتى ارتحلوا من مكة إلى المدينة المنورة ، وهناك أمضوا أياما عدة ، وقبعاتهم لا تفارقهم ، لأشكالهم التي اعتقدوها مضحكة دون شعر يغطي رؤوسهم .. و كان التعب يبدو عليهم ، بعد نوم قليل ، وأكل أقل ، وحركة كثيرة .. حتى أتى موعد الرجعة ، وقد نبت في رؤوسهم بعض الشعر ، ما إن وصلوا للشرقية عبر الطائرة ، في المطار .. وما إن وطأت قدما عزوز أرض المطار حتى أمسك هاتفه ليحادث هاله .. - هلا هلوله .. - أهلين .. عزوز اشتقت لك .. - وأنا بعد .. - الله يتقبل .. - منا ومنكم .. - عسى دعيت لي ..! - أكيد .... دعيت لنا .. - متى أشوفك ؟؟.! - لما يطلع شعر براسي .. - يووو .. الحين انت أصلع .. أبي أشوفك .. - لا لا لا .. أصلا أنا إجازة .. لين ما يطلع براسي شعر .. - خسارة .. بفتقد شعرك الكشة .. - أنا شعري كشة ؟؟! - لا تنسى إني شفته بدون جل .. - اييي .. بس حلو .. - أكيد حلو .. - زين .. أنت شأخبارك ؟؟ شصار بغيابي ؟؟ - أبد .. كل على حاله .. - وماجد ؟؟ - مالي علاقة فيه .. هو مع زوجته .. - طيب .. ألقاك بعد شهر .. - شهر يالظالم ..وأنا صار لي أصلا أسبوعين مو شايفتك .. يعني شهر ونص .. - تحمليني .. أدري ثقيل دم .. بس والله أخاف تختلعين من شكلي بدون شعر .. - لا والله ما اختلع .. بس أشوفك أهم شي .. - زين .. ألحين أنا في الطريق للمخيم .. بحط أغراضي وببدل ملابسي .. ونتلاقى .. - مو تعبان يا حظي .. مفروض ترتاح .. - أنا خلاص ارتحت .. طول الوقت بالطيارة وأنا رجليني على علي .. نمت وأخذت المكان .. - طيب .. وين نتلاقى .؟؟! - كيفك .. هذي مفروض انتي تختارين .. - ما أعرف مطاعم وكافيهات .. - طيب .. في المطعم الإيطالي .. هناك ما تشوفين اللي قدامك .. مستحيل أحد يشوفنا .. - أوكي .. أنا أقول لأمي إني رايحة للسوق وأكلمك .. - على الساعة سبعة تكوني جاهزة للنحشة ؟؟ - أي نحشة ؟؟ وشو نحشة !! - جاهزة نروح المطعم ؟؟ - أي .. واتفق عزوز مع هاله .. وكلاهما سعيد يستعد للقائه بالآخر ، وبأفضل ما عندها تزينت ، وارتدت أجمل ملابسها .. وسارع هو لتغيير ملابسه ، وبما أن الجو كان باردا في ذلك الوقت ، فارتدى أحد " جاكيتاته " الجينز ، مغطيا رأسه بـ " قبعة " وعنقه بـ" لفاف " وعينيه بنظارات شمسية ، وبهذا لم يستطع أحد التعرف عليه .. ووضع له قرابة نصف زجاجة العطر .. وسارع للركوب سيارته التي مضى من الوقت الكثير ولم يقودها فيها ، واتجه قرب منزل هاله ، ورآها خارجة لتركب بسيارة سائقها ، الذي أوصلها لأحد المجمعات، نزلت وطلبت منه الذهاب ، وبعدها ، رأت سيارة عزوز من بعيد ، اقتربت نحوها ، وخرج منها عزوز بهيأته تلك ، حيث لم تستطع التعرف عليه ، وظنت نفسها مخطئة بالتعرف على سيارته ، واستدارت ، تاركة إياه خلفها .. نزل من السيارة ، ولما رآها لم تميزه .. بدأ يغازلها .. - يا حلوة .. - ......... - خليني أشوفك .. دوري علي عاد .. - .............. - يالله عاد .. ما ودك تركبين سيارتي البورش .. - عمى بعينك .. ما بتنقلع .. - وليه أروح والحلا هذا قدامي ..؟؟ - والله ألحين يجي لك خطيبي .. يكسر عظامك .. - انت مخطوبة ؟؟ - أي .. وخطيبي دكتور بعد .. وروح أحسن لك .. وللا أعتبر نفسك بالقبر .. - يحبك ؟؟ - يموت فيني .. - وين دبلتك ؟؟ - نسيتها عنده ذيك المرة .. الحين يجي ويجيبها معاه .. - وش اسمه ؟؟ - وانت ليش تطول السالفة .. روح لا أصارخ وألم عليك العالم .. - لا .. ردي وأروح .. - .............. - ما نا رايح إلا إذا رديتي .. - عبد العزيز .. - هو .. يشبهني ..؟! " بعد أن أنزل عبد العزيز نظارته عن عينيه " .. - " عندما استدارت عليه لتؤنبه ، رأت عينيه ، وميزته بعد عناء " .. - عزوز ... - هلا والله .. هلا وغلا .. - فشيلة .. - ليش ؟؟ زين تسوين من أحد يتعرض لك .. قولي له هالكلام .. لكن بالله ما عرفتيني ؟؟ - ما طالعتك عدل .. وبعدين نص وجهك مغطى من هالنظارة اللي عليك .. - زين يالله اطلعي السيارة .. وركبت هاله مع عزوز ، وانطلقا حديثا متواصلا إلى أن وصلا للمطعم الإيطالي ، حيث اشتهر بمجمع الأحباب ، لجوه الرومانسي ، ورونقه ، وهدوءه ، حيث يتسنى لكل حبيب أن يتأمل حبيبه ، وأن يبحر في جماله .. جلست قباله ، حيث وضع نظارته ولفافه جانبا ، وبقى بقبعته التي رفض أن ينزعها .. - عزوز .. - هلا عمري .. - عزوز شيل القبعة .. لازم أشوفك بجميع أشكالك .. وريني .. تكفى .. عشاني .. - مستحيل .. احنا متفقين أنا والربع .. ما نشيلها لين ما تطول شعورنا .. - ليمتى بتتم كذا .. - لين ما على الأقل تختفي الصلعة ، بعدين لازم برجع الشغل .. ورح اضطر أشيلها .. - راحت كشتك .. - برجعها .. فاكرة بقصرة .. وللا بخليه بطول يفشل مثل باقي الشباب .. - زين .. وش ناوي عليه الحين .. - ناوي ..................... ليش تسألين ؟؟ - وشو ليش أسأل .. عادي .. وش خططك حق حياتك القادمة .. - عادي .. بعيش .. وبنام أهم شي .. وباخذ إجازات قد ما أقدر .. - بس ؟..! - انتي وش تقصدين ..؟!! - أنا ما أقصد شي .. - أي .. وانتي ؟؟ - أنا بعد بعيش .. وبدرس طب .. وبشتغل .. - حلو .. تبين طب ..؟! - أي .. عجبني الطب .. - تمام .. أجل شدي حيلك .. لأنه مو بالساهل تدرسينه .. - عارفه .. وأنا شادة حيلي .. واستمرا في حديث ، فيه أخفى عزوز خططه الجهنمية بمهارة ، حيث جل ما كان يشغل باله هو شراء الفيلا ثم الزواج بهاله ، إلا أنه انتظر الوقت الملائم ، لتكون الأوضاع ملائمة للحديث ، وملائمة للتحرك بسرعة ، قبل أن يكون الموضوع هما على كليهما .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:11 am | |
| وبعد مدة طويلة ، فيها طال شعر عزوز وعاد كما كان ، وبينما عزوز ساهرا أمام التلفاز ، نائما على بطنه ، معلقا أنظاره على الفيلم الرومانسي الذي يشاهده ، وهو يأكل من الفوشار الذي صنعه لنفسه .. أتى له علي راغبا الحديث معه .. طلب منه إطفاء التلفاز ، إلا أن ما كان عزوز يشاهده أجمل مما يغلق لحديث شباب اعتقده عاديا .. لم يلق عزوز لعلي بالا ، وأكمل مشاهدته ، حتى أتى له علي من أمامه ، وأغلق التلفاز .. - هيييي .. بتابع .. - عزوز .. بتزوج .. - وخر عني .......... ها ؟؟ - بتزوج .. - بتتزوج ؟؟! - أي .. أمي اليوم قالت إنها تبي تخطب لي بنت جيرانا .. - وانت وش رايك ؟؟ - يعني وش بكون رايي .؟؟! - وافقت إنك تتزوج ، وتترك المكان هذا اللي عشنا فيه أكثر من خمس سنين ، تبي تتركني لوحدي بعد ما كنت أنت الوحيد اللي بحياتي ،... وافقت ! - عندك هاله .. - هاله .... ! انت تتوقع إني بقدر أعيش مع صوت طول الحياة .. - أصلا أنت اللي كنت تتكلم عن الزواج أكثر مني .. - لكني ما كنت رح أتزوج بالسرعة هذي .. ولا كنت ببعد .. كنت مصمم على الفيلا هذي عشان نظل قراب .. - وانت على بالك أنا رح أظل عزابي .. ولا رح أتزوج .. ولا رح أغير مكاني .. وأعيش ببيت مستقل .. - عليوي .. مبروك ..... تستاهل كل خير .. وضم الصديق صديقه بحرارة ، مهنئا إياه .. لاتخاذه الخطوة السليمة ، ليكمل حياته ، ويتقدم مع إنسانة ، يرى أنها مناسبة ، كما ترى والدته ذلك بمنظورها الخاص ، ورغم ذوقها الصعب ومزاجها المتقلب .. وتم أمر علي كما قدر له أن يكون ، وتقدم لخطبة " هدى " التي صدرت موافقتها سريعا ، ليتم الأمر بسرعة فائقة ، وما مس شخصا بقدر ما مس قلب عزوز .. استعد علي ليرى خطيبته للمرة الأولى ، في منزلها حيث أصرت أن تكون الحفلة فيه .. وكان عزوز بالتأكيد مع صديقه ، يرتب شكله ، ويحمسه ، ويشغله عن التوتر ، حتى ناداه والد عروسه ، ليراها ، عندها ترك عزوز الذي دعا له أن يوفق الله له في زيجته .. ودخل علي إلى حيث هدى ، التي بدا عليها الجمال الأخاذ ، والحياء ، تقدم إليها ، وقبلها على وجنتها التي احمرت لذلك .. وجلس بجانبها ، وسط أهلها وأهله ، وأمه بجانبه ، ترشده لما عليه أن يفعله .. وانتهت الليلة بالنسبة لعزوز ، بينما لا يزال علي جالسا مع خطيبته .. وذهب عزوز للمخيم وحيدا كارها الوضع الذي سيكون عليه .. نزع من رأسه الشماغ ، وظل بالـ" القحفية " ، حيث كان هو مع علي يفعلان ذلك ، لأشكالهما الجذابة .. جلس بثوبه المفتح الأزرار على إحدى الكنبات في المخيم ، التي طالما تشاجر عليها مع علي ، لكونها مميزة ، فهي الأكثر راحة ونعومة من غيرها .. رأى عزوز أنه يمتلكها الآن وللأبد .. و نظر لكل زاوية في المخيم ، وهو يتذكر أول يوم لهما هنا ، عندما كانا بسن صغيرة ، سعيدين لاستقلالهما عن أهلهما ، بعيدا عمن يلاحظ تصرفاتهما ، وأفعالهما .. تذكر تجمع جميع الأصدقاء في هذا المكان الصغير ، عندما انتهى من دراسة الطب ، وقبل في وظيفته هذه .. مرت بخاطره جميع هذه الذكريات ، حتى وصل باله إلى هاله ، ورآها المنفذ الوحيد من آهاته هذه التي تناثرت في قلبه .. هاتفها ، وردت عليه بصوتها التعب ، علم أنه أيقظها من نومها ، وأكمل الحديث إليها لرغبته في إخراج ما بقلبه ، ولتعبه الشديد ، جسديا ونفسيا .. - هلا عزوز .. فيك شي ؟؟ - لا بس .. كنت بتكلم معاك .. - وش فيك ؟؟ صوتك مو طبيعي .. ليش للحين قاعد ؟؟ - توني راجع .. - من وين ؟؟ - من خطوبة علي صديقي .. - علي اللي يعيش معاك ..! مبروك .. - الله يبارك فيك .. عقبالك .. - ههه .. من أخذ ؟؟ - بنت جيرانهم .. - الله يوفقهم .. وانت شفيك كئيب ؟؟ - ............... - كل هذا عشان فرقى علي .. - هذا عليوي مو أي واحد .. - أي .. بس هو بس خطب .. بعده ما تزوج .. - الخاطب أصقع .. يعني بيطردني من المخيم عشان يجيب خطيبته ، ورح ياخذ ملابسي عشان يكشخ لها ، ويكلمني بنص الليل أضبط له البيت وأرتبه ، عشان حضرتها رح تشرف .. - تغار عليه منها .. كأنه ماخذها عليك .. - تسخرين علي ؟؟ - بس أنت تضحك .. ليش ما تدعي له الله يوفقه .. وانت بعد شوف حياتك .. - أي .. أكيد بشوفها .. سخرية القدر خلت عليوي يعرس قبلي .. - وانت وش تنتظر ؟؟! - أنا ما أنتظر .. أنا مو رايق لهالسوالف .. - أنت مو رايق غيرك مروش معاها .. - وانتي ؟؟! - ايش أنا ؟؟ - انتي ؟؟ مروشة .. وللا مو رايقة ؟! - ....... - جاوبيني عاد .. - أنا ما أبرمج حالي .. اللي يصير يصير .. - ..... طيب .. - ومتى رح يتزوج علي ؟؟! - ما رح يطول بالخطوبة .. كم شهر .. - بس ؟؟! - البنت يعرفها من زمان وتعرفه .. والكم شهر بس عشان يضبطون لهم بيت وللا شقة .. - بعد !! - ليش مستغربة .. عادي .. ليش العذاب ينتظر مدري كم سنة .. ويمر الوقت سريعا ، و لا يزال عزوز متعلقا بهاله ، وهي متعلقة به ، لقاءات معدودة ، تمت خلال هذا الوقت " 11 شهر " .. حتى أتى موعد زواج علي ، وفيه كانت هاله ، جالسة مع صديقتها لجين التي صاحبتها لهذا الحفل .. استغرق الحفل مدة قصيرة ،فيها أخفى عزوز حزنه ، وألمه لفراق صديقه الحبيب .. الذي خطط لشهر عسل مع عروسه في فرنسا لمدة أسبوعين فقط .. انتهى الحفل بخروج العروس هدى لعلي الذي انتظرها بالخارج مع عزوز الذي أوصلهما إلى الفندق ليمضيا ليلة الزفاف فيه .. وعاد بعدها إلى صالة الزفاف وعينيه تتلألآن بالدموع ، هاتفته هاله وهي جالسة مع لجين .. - مبروك يا عزوز .. - ........... - عزوز ! - احم ... " يتنفس " هلا .. - شفيك ..؟! - أبد .. - طيب وينك ؟؟ - أنا بالسيارة توني موصلهم فندقهم .. تبين أمرك .؟؟! - أي لازم أشوفك .. - طيب .. أنا قريب عندك .. اطلعي .. - الحين طالعة .. ويقف عزوز عند مدخل الصالة ، منتظرا هاله ، يغمره شعورا غريب ، وكأن وقوفه بانتظارها أمر يتخيل وقوعه بعد الزواج .. ظل واضعا رأسه على سكان السيارة ، غافلا عن هاله التي دخلت للسيارة على عجل .. - عزوز ....! شفيك ؟؟! - ........... - طيب سوق .. - بتروحين لبيتك ؟؟ - ...... لا .. خذني وياك أي مكان .. نظر إليها بعينيه الحزينتين ، وقاد سيارته إلى البحر حيث حياته ومسكنه .. وهناك ، سار معها على شاطئه ، تحادثه ، وتواسيه ، وكأن صديقه توفي ولم يتزوج ، إلا أن بعد علي عن عزوز للأبد بعد صداقة دامت لأكثر من 12 سنة ، أمر صعب وقعه على عزوز ، وربما على علي أيضا .. جلس عزوز بعد أن تعب المشي ، وجلست بجانبه هاله .. - عزوز .. أنا .... عبد العزيز.. زين كلمني .. اشكي لي .. - بالعادة ما اشكي .. بالعادة انهار قدام البحر اللي بحياتي ما شفته يضعف .. البحر اللي يتحمل ، ويشيل ويحمل .. ولا ينهار مثل ما انهار بكل يوم .. ما يبكي .. ولا يدمع .. - " وضعت يدها على كتفه بعد أن طأطأ رأسه ، مجبرا نفسه على الابتسام " .. - " رفع رأسه إليها والدموع تتوسط عينيه ، تخنقه العبرات " .. أغمض عينيه ، لتسقط منها دمعة ، ضمته هاله ، لتريحه ، ولتأخذ من همه شيئا ، لتحمل عنه ، وتساعده.. وبعد عناق طويل ، نظر عزوز إلى هاله ، وبكل شعور فائض .. " أحبك " .. كلمة نطق بها عزوز بعد أن حجز نفسه عن قولها لوقت طويل ، لهمه ، ولحزنه .. دل عزوز هاله على مسكنه ، رأته من بعيد مضيئا ، مشعلا به الأنوار ، وكأنه يحتفل .. دخلت معه لمنزله ، الذي بدا واضحا عليه أنه منزل لعزوبي ، الفوضى في كل مكان ، و علب القهوة الفارغة تملأ الصالة ، ومجموعة الأقراص المدمجة ، والأشرطة المتعددة الأنواع المرمية ، أضافت للمكان لمسة شبابية خاصة .. جلس عزوز بين الأوراق التي ملأت غرفته ، دخلها مع هاله بعد أن فتح القفل التي أقفلها به .. ليخبر هاله بأشد أسراره قدسية ، وأكثر الأمور صعوبة بالنسبة له .. - عزوز.. حالك مو طبيعي .. خبرني .. - هاله .. أنا بأسوأ حال مريت فيه بحياتي .. - شصار ؟؟! - أحكي لك همي .. وأنا الرجال اللي ما يعصي علي شي .. أمور الدنيا بيدي .. - الرجال مو مخلوق ما يضعف .. أحكي لي همك .. - أحلفك يا هاله .. ما تقولين ولا تسوين شي لما أقول لك .. بس اسمعيني .. ولا تحاولين تساعديني .. وللا تكون هذي نهايتي معاك .. - عزوز ....! - هاله .. أنا انطردت من شغلي .. عشان اللي مات بين يديني .. ومن بعد ما جمعت مبلغ كبير عشان اشتري شي كنت أحلم فيه من زمان ، ضاع منها اللي صرفته على عرس علي من غير علمه ، وبعضه ضاع لما اضطريت أدفع لأهل اللي مات لأنه غلطي .. وعلي ديون .. علي طلب مني فلوس عشان سفرته .. وما قدرت أرده .. وتسلفت عشان أعطيه .. حالتي مو بس المادية .. وبعد اليوم خسرت أعز صديق عندي .. وأقرب إنسان لي .. ذقت معنى إن الواحد يعيش بدون ولا شي .. ومن بعد ما كنت متأمل رجعة أختي .. خبرتني قبل يومين إنها رح تظل مدة أطول .. تعبت .. تعبت وأنا أدور على شغل .. كل يقول يرد علي بعد مدة .. ولا لقيت ولا مستشفى رد .. مدري وش رح يكون حالي بعد كم يوم .. - حبيبي .. مو الفلوس اللي تتعبك .. ..... أنا مدري .. بس على الأقل خليني أساعدك تسدد الدين اللي عليك .. - هاله .. أنا ما أبيك تساعديني .. - زين على الأقل .. بدور معاك على شغل .. - هاله !! أنا أقدر أدبر حالي .. - شنو هذي الورقة ؟؟ حجز على البيت ؟؟؟؟! - ...................... - عزوز .. البيت محجوز .. وانت ..؟! عزوز .. أنا مستحيل أظل كذا بدون ما اسوي شي .. حتى لو كنت بفقدك .. بس لا تفقد حياتك كلها .. - هاله ....! - عزوز .. ولا كلمة منك رح تخليني أغير رايي .. على الوظيفة اضمنها .. والدين اللي عليك .. أنا أسدده بعدين أنت سدده لي .. وباقي فلوسك .. بترجعها إن شالله .. مع الأيام .. - ............... فلوس الدنيا ما أبيها .. تروح .. بس ..... - عزوز .. - أنا مريض .. - شفيك ؟؟! - أنا لقيت إن أعراض مرض السرطان قامت تطلع علي .. - السرطان ؟؟! رحت المستشفى .؟؟! - أي .. وطلع اللي توقعته حقيقة .. - عزوز .. " وبكت بحرارة " .. - ما أبي أعيش أكثر من اللي الله كاتبه لي .. اقتربت له هاله ، واضعة رأسها على صدره .. وهو يمسح على شعرها ، وعيناه مغرورقتان بالدموع ، بينما قد استرسلت هاله في بكاء طويل .. رأى عزوز نفسه قد انهار أمام هاله ، كاشفا لها أسرارا لم يجرؤ أن يخبر بها علي صديق عمره ، ببساطة .. علمت بها هاله ، لتهنأ بوقت قصير مع عزوز ، قبل أن يدركه الموت المحتم .. رغبته كانت قوية في أن يعيش ما تبقى له من عمره كما لو أنه يجهل وفاته القريبة ، أصر أن لايذهب لأطباء ، ومستشفيات متطورة وحديثة ، لعلمه أن الأطباء يزيدون المرض .. بعد أن نال كليهما القدر الكافي من البكاء ، قامت هاله ، و وقف بجانبها عزوز يمسح دموعها ، واضعا يديه على رأسها ، وقبله .. وأخذها ليوصلها لمنزلها ، إلا أنها أرادت أن تبقى لتعتني به ، وفور أن رفض بقاءها ، اصطحبها إلى منزلها ، وارتحلت هاله .. وبقى هو يحاكي طيفها ، عائدا إلى مقر آلامه .. ما مضى إلا القليل من زواج علي ، حيث أنه لايزال في فرنسا مع عروسه هدى ، في سعادة أظهرها علي ليسعد عروسه ، ومن حولهم .. بينما عزوز لايزال يبحث عن عمل ما يشتغل به ، ويحصل منه رزقه ، ويمضي وقته فيه .. إلا أنه بعد أن رفض في أغلب المستشفيات التي قدم على طلب وظيفة فيها ، استسلم للأمر الواقع ، واتجه لمنحى آخر في الأعمال ، وبدأ يقدم على وظائف في الشركات الحكومية ، و القطاعات الخاصة ، لقدرته على العمل على الحاسب ، وللغته الأنجليزية المتقنة .. وبعد أن مل عزوز انتظار إحدى تلك الشركات تعلمه بقبوله ، تدخلت هاله في الأمر ، وذهبت لإحدى المستشفيات الراقية ، والقريبة من المنطقة التي يعيشون بها ، وهناك قابلت المشرف على التوظيف الذي كان على معرفة وعلاقة وطيدة بوالدها ، واستغلت المعروف لتطلب منه أن يوظف عزوز .. وسرعان ما قبل طلبها ، وهوتف عزوز طلبا لمقابلته ، وبعد أن شوهد منه جميع مقومات الطبيب الناجح ، عين في المشفى ، دون أن يخبر عن وساطة هاله بالموضوع .. إلا أن أمرا واضحا كهذا لن يخدع عزوز ، وفور أن قبل العمل حتى هاتفها .. - شكرا حبيبتي .. - على ايش ؟؟! - على الشغل اللي دبرتيه لي .. قبلته مؤقت لين ما ألاقي لي شي ثاني .. - عزوز .. ليش ترفض مساعدتي ؟؟! - لأني تعودت اكون أنا بس اللي أساعد نفسي .. ما تربيت إن أحد يقدم لي الشغل والفلوس وأنا نايم بالعسل .. تعودت آكل من شقاي وتعبي ، وأعيش من اللي أنا أطلعه ، قليل كان أو كثير .. - بس أنت الحين مو نايم بالعسل .. أنت يا عبد العزيز تعبان ، وأنا ما سويت لك شي .. بس سهلت عليك موضوع الشغل ، وعلى فكرة أنا أمنت المبلغ اللي أنت مديون فيه ، بس خبرني اسم اللي متسلف منه .. - هاله .. لهنى وخلاص .. أنا اشتغلت .. وما بحتاج تقدمين لي فلوسك .. اللي عندك .. خليه عندك .. أنا أرجع الفلوس بعد ما أجمع نفسي ، وأثبت بشغلي .. - عزوز ....! - هاله .. هذا قرار نهائي .. وما كان لهاله إلا أنها تستسلم لأمره ، وتتنحى جانبا ، ليتحمل هو العبء وحده ثانية ، دون معين .. وسرعان ما بدأ العمل ، حيث كان يشعر بالغربة ، إلا أنه لم يستطع أن ينقد المشفى في شيء ، فقد كان متميزا ومرموقا من جميع النواحي ، مما جعله يشعر بالارتياح يتسلل لأعماقه ، ويشكر هاله التي قدمت له الوظيفة على طبق من ذهب .. وعاد علي من شهر عسله ، ليكون أول المستقبلين هو عزوز ، الذي أهمل هندامه ، وذهب للمطار ليحضر صديقه وزوجته ، وهناك احتضنا بعضهما لمدة ، حتى شعرت هدى بالحرارة تصلها ، وعلمت أن لهذا السلام المطول ، علاقة قوية بينهما ، وجميلة أيضا .. وصل علي وهدى إلى منزلهما الجديد ، ليكملا حياتهما ، ليس كعروسين ، إنما كاثنين ملا العيش مع بعضهما ، كاثنين أصابهما اليأس من الحياة ، ومما فيها .. سريعا عاد علي لعمله ، لتكون حياته روتينية مملة ، وجد نفسه يتهرب من زوجته بالانشغال بالعمل والأصدقاء ، وهي لطيبتها لم تكن تحاججه أو تحاول منعه أو جعله يتفرغ لها ، إنما كانت ترى إن كان هذا ما يسعده ، فليكن .. وبينما علي جالس مع عزوز .. - ها ؟؟! عساك بس مبسوط ؟؟! - " حرك حاجبيه مفتعلا الابتسام " .. - ها ... شفيك ؟؟ - مدري .. مو هذي الحياة اللي كنت أدور عليها .. - شنو مو هذي الحياة ؟؟!؟ مو على أساس هذي أحسن بنت بالشرقية .. - البنت ما فيها شي .. بس أنا مو قادر أتأقلم مع العيشة معاها .. - ليش يا أخي ؟؟ - مدري .. المخلوقة طيبة واجد .. حتى ما لاحظت إني طول هالوقت قاعد أتهرب منها .. - وأنت تبي وحدة أم لسانين يعني .. - مو قصدي كذا .. بس هذي مو حريصة علي .. - شعورك هذا يمكن لأنك توك متزوج ومو متعود على الحياة هذي .. - أنا ما كأني تزوجت كاني أطلع وأروح وأجي مع الشباب .. وأهرب من الدوام بعد .. ولا كأن في إنسانه جديدة بحياتي ، ولا كأني صرت ملزوم فيها .. و ............ مدري حتى وش أقول لك .. - لا تقول .. حسيت فيك .. - وانت ؟؟ أنا اتصلت عليك على الدوام قالوا لي أنك ما عدت تشتغل هناك .. - نسيت أقول لك .. أنا طلعت من وظيفتي السابقة ، واشتغلت في مستشفى ثاني .. - ليش ؟؟! - الثاني أحسن .. أنا مرتاح هناك أكثر .. - وش صار بغيابي .. أخبار هاله ؟؟! - هاله بخير .. زينه .. - وش صار معاها ؟؟! - أبد .. عادي كلشي طبيعي .. - كذاب .. فاكرني ما أعرفك .. لا تشلخ علي .. قول الصدق .. - طيب .. بس قلت لها عن حبي .. بس .. - وبعد ...!؟ - وجت معاي هنا مرة من المرات .. واسكت .. بس قعدنا .. ليلة عرسك .. لأني كنت تعبان .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:12 am | |
| - تعبان تقوم تجي معاك لهنا ؟؟! - قلت لك يا عليوي لا تتفلسف علي لا أنرفز عليك .. مالي خلقك .. - شفيك انت ؟؟! لا إله إلا الله .. ولا قطوة ما خذين أكلها .. - شرها علي أنا اللي قاعد معاك .. - اقعد خلاص .. بسكت .. وش صار بعد ؟؟! - هي اللي دبرت لي الوظيفة .. - والله طلعت خوش وحدة .. - إنا لله وإنا إليه راجعون .. هذا اللي بخليني أعطيه بكس على عينه .. لا تخليني أوديك لمرتك مبوكس .. - خلاص أخوي .. كل ذا تعصب .. ارتاح روق .. - مع السلامة .. انت الحكي معاك فاضي .. وما منه فايدة .. - وين بتروح .؟؟! - بذلف الشغل .. وتعال .. رجع كل ثيابي اللي أخذتهم .. - ما اشتريت لك غيرهم ..؟! - لا .. - غريبة .. مو من عوايدك ما تشتري ملابس كل أسبوعين .. - شوف .. انطم وتلايط .. وجيب ثيابي وأنت ساكت .. وعلقهم بعد ، وقبل خلي زوجتك تكويهم .. - عمى بعينك .. - كأنك تحبها .. اسكت بس اسكت .. وخرج عزوز وقد أصابه الضيق ، فلم يعتد علي على صديقه مفلسا ، مما جعله يخفي الأمر عليه ، ويخفي أمورا عديدة ، منها مرضه .. وذهب لعمله ، حيث حصل على ترقية ، مع زيادة في الراتب ، لعلاجه لإحدى الحالات المستعصية التي واجهتها المستشفى حتى دون علمه ، وأخذ مكافأة من الإدارة لمداومته على القدوم المنتظم ، ولوجوده المميز في الأنحاء .. سعد عزوز للأمر ، وشعر أن لهاله دخل فيه ، إلا أنه عندما حادثها .. - هاله .. وش سويتي ؟؟! - وش سويت ؟؟! - بشغلي .. سويتي شي ..؟! - لا والله ما تدخلت بشغلك .. - طيب .. - ليش ؟؟ وش صار ؟؟! - أخذت ترقية وزيادة في الراتب وفوقهم مكافأة .. - يا عمري .. مبروك .. والله فرحتني .. ألف ألف مبروك .. - الله يبارك فيك .. - خلاص .. أنا عازمتك عشان المناسبة هذي ... - لا لا لا .. ما يصير .. أنا اللي لازم أعزمك .. بمرك اليوم .. تجين لعندي بالمخيم .. - لا ,,, - لا تخافين هناك علي وهدى زوجته .. - طيب .. متى ؟؟! - على .. قولي الساعة سبعة زين معاك ؟؟! - أي تمام .. - أجل بجي لك ثمانية .. - ليش ؟؟ - عشان أدري فيكم يا الحريم .. 7 تصير 8 عشان المكياج واللبس والبلا .. - ما بتمكيج ولا بتكشخ .. - لا تمكيجي وتكشخي .. لازم تكونين أحلى من هدى مرت علي .. - بل عليك .. - اسمعي الكلام .. - زين .. بس مر الساعة سبعة عشان أرجع بدري .. - زين .. و يمضي الوقت سريعا ، ويصل علي وهدى للمخيم مبكرين ، حيث كان عزوز لا يزال بهندام المنزل ، يرتبه ، ويهيأه لمجيء هاله ، وهدى بالأخص .. عندما دخل علي .. تفاجأ عزوز لرؤيته .. - ما بدلت ؟؟ - لا .. أنا بجيبها الساعة سبعة .. - والحين ست ونص .. - ما خلصت ترتيب .. الله يقطعك .. غرفتك من قبل ما تتزوج وهي معفوسة .. وحالتها حالة .. - رتبتها ؟؟! - تخسي .. رتبت شوي فيها .. شلت الملابس وقطيتهم .. أخذت أغراضي .. ويقت بس الصور حقت الشباب .. والأغراض هذي .. - زين أنت روح غير .. أنا وهدى نكمل ترتيب .. - زين .. ويذهب عزوز مسرعا لحجرته ، حيث غير ملابسه بسرعة وخرج لعلي .. ليريه ما ارتداه .. - كذا حلو مو ؟!! - لا لا .. زهقت أنا من شكلك هذا .. لبسك هو نفسه .. - يا حمار هذا جديد أول مرة ألبسه .. - روح البس .. الجينز .. والقميص الأسود .. أحلى .. - جب بس .. هدى شكلي كذا مو حلو ؟؟! - أي .. - خلاص .. باي .. ويذهب عزوز مسرعا نحو منزل هاله بينما علي يحادث زوجته .. - مسكين عزوز حالته حالة .. مو راضي يخبرني .. يفكرني ما ادري .. - وانت وش دراك ؟؟ - واحد من الربع قال لي .. المشكلة ما رح ياخذ مني ولا فلس .. مع أني كنت متسلف منه .. - حطهم له في غرفته .. وخليه ياخذهم غصب عنه .. ما يصير تخلي صديقك كذا .. - ما تعرفين عزوز .. انتي لو تحطين الفلوس له بآخر الدنيا .. يروح يجيبهم ويعطيك اياهم .. وإذا ما أخذتيهم يشتري لك بثمنهم أو أكثر شي محرز .. - والله خوش واحد .. - أي ... - من هذي هاله ؟؟! - البنت اللي ناوي ياخذها .. كانت مريضته .. - ههه .. ووصل عزوز لمنزل هاله ، حيث خرجت إليه مسرعة قبل أن تستيقظ والدتها من نومها وتراها خارجة مع عزوز .. وصلا للمخيم ، وهناك تعرفت هاله على هدى ، واستمرتا في حديث .. حتى قدم علي ، حاملا قالبا من الكيك من نوع عزوز المفضل " تراميسو " .. رأت هاله في حبيبها معالم السعادة ، والفرح ، الابتسام الذي ما فارق محياه ، إلا أنها لا تزال ترى فيه شيئا ما يخفيه ، يبقيه مجهولا ، لا تدري ماذا أيضا يمكن له أن يحمل من أسرار .. وجد عزوز الجمعة على أجمل ما يكون ، لوجود أعز اثنين في حياته معه .. هاله وعلي بدرجة أولى .. طلبت هاله من عزوز أن يعيدها لمنزلها عند الساعة التاسة والنصف ، إلا أنه أبى خروجها في هذا الوقت المبكر ، فأخذها قرب البحر أولا ، يمشيان على غير هدى ، وناديا علي وهدى لما وجدا الجو في غاية اللطف والبرد .. وسار الأربعة تحت ضوء القمر ليلا مسافات طويلة ، حتى وصلوا قرب الفيلا التي يحلم عزوز بها .. هاله :: واو .. وش هذي ؟؟ علي :: هذي فيلة أحلام عزوز .. عزوز :: اوهو .. هاله :: ليش ؟؟! او .. هذا اللي .. اوكي ....فهمت .. على عمري .. علي :: بل بل .. كل هذي ألغاز وإشارات .. وش ذا عزوز .. ترجم .. عزوز :: ما كو شي .. ممكن تنطرون ألحين .. هاله :: أي صحيح .. خلينا نكمل مشي .. وأكمل الجميع سيرهم حفاة على رمال الشاطئ الباردة ، وهاله ممسكة بساعد عزوز ، وهو يتعثر في مشيه ، ويتخبط سيره ، لا يدري أهو الحب يرمي به يمينا ويسارا ، أم هي أحلامه التائهة تنطوي عليه حينا بعد آخر .. أكملوا سمرتهم قرب البحر ، و هاله تتأمل عزوز الذي أصابه الهم عندما مر قرب الفيلا ، ولما علمت هاله عن مخططاته .. وبينما هاله وهدى جالستين بعيدا عن أحبابهم .. - هاله .. وش سالفة الفيلا ؟؟! - الفيلا !! - اللي عبرنا عليها .. - أكيد علي بعدين يقول لك .. - للأسف هو ما يقول .. خصوصا بمواضيع عزوز .. ما يطريها لي أبد .. - ما كو سالفة .. - أنا ما أبي أتدخل لكنه تضايق لما شافها ، وانت قمتي ترمزين و تشفرين ... يعني الموضوع له قصة .. - .............. شعرت هدى بالإحراج لما شعرت بعدم رغبة هاله بالتحدث عن الأمر معها، وقبل أن تتدارك الوضع ، ما رأت إلا طيف هاله ، التي قامت نحو عزوز وعلي .. - عبد العزيز .. قوم أبيك شوي .. - قايم .. وقام عزوز ومعه هاله ، وركبا سيارته للتحدث بمعزل عن هدى وعلي .. إلا أنهما كانا على شعور ودراية طفيفة بالأمر .... - علي .. صديقك مو طبيعي .. أكيد فيه شي .. - انتي ليش مهتمة فيه ؟؟! - لأنه يهمك .. وبعدين أنا بس لاحظت إنه تعبان ومهموم .. وأنت أعز صديق عنده .. قلت أقول لك اللي لاحظته يمكن تقدر تساعده .. - شكرا .. بس أنا عندي خبر بالموضوع .. وأنا أدرى بصديقي واللي يضايقه منك .. انزعجت هدى كثيرا ، إلا أنها تجاهلت جرحها ، مكبلة أعصابها لئلا تثور .. ضاغطة على نفسها قدر الإمكان ألا تسقط من عينيها الدموع .. بينما كانت هاله ، تحاول مساعدة عزوز بكلمة ما ، بشيء ما .. - عزوز .. الفيلا اللي شفناها .. هي اللي كنت تبي تشتريها بالمبلغ الكبير اللي كنت مجمعه .. - أي .. - وزعلك عشانها ..! في كثير غيرها .. - انتي ما تدرين .. أحلامي كلها فيها .. حياتي كلها فيها ، حلمي أني أشتريها من تعبي .. وأتزوج فيها ، أتزوج البنت اللي أحبها ، ويصير لي أنا وياها عيال ، ونعيش كلنا في الفيلا .. اللي هي الوحيدة بهالقرب من البحر .. البحر أكبر شي بحياتي .. هو اللي عشت وياه .. جنبه .. هو اللي ..........! - عزوز .. تتعوض .. وتجمع مرة ثانية .. وتشتريها .. - هاله .. أنا كنت أجمع لها من أول راتب استلمته من الجامعة ، وكنت أقصر على نفسي .. عشان ءأمن ثمنها بأسرع وقت .. - بس فلوسك يا عزوز ما ضاعت .. فلوسك راحت لناس أنت ساعدتهم .. - حجز البيت اللي أنا فيه قرب ينتهي وقته ، ولازم أسدد اللي علي براتبي اللي توني مستلمه .. وبالمكافأة .. أنا أقدر أدبر حالي .. بس ما أقدر أغبي أكثر عن علي ... - ليش ما تخبره ؟؟ - ما أبيه يضايق حاله عشاني .. - ما يصير كذا يا عزوز .. زين عشان البيت .. لا تخسره بعدين تظل بدون حتى سكن .. خليني أساعدك .. - قلت لك راتبي يكفي .. بدفع منه .. - وتظل بدون أكل .. - ............... - عزوز .. أنا ..... أنا عشان أحبك ... لازم أساعدك .. - وأنا عشان أحبك ... ما أبيك تساعديني .. أنت ساعدتيني كثير .. وانتهينا .. - طيب .. وش حالك ؟؟! مع الأعراض .. - بالضبط مثل ما درست .. أنا هذا مو تخصصي .. لكن احنا درسنا الطب بشكل عام .. وأعراض هالمرض قاعدة تصير لي بالضبط مثل ما درسنا .. - يمكن غلطان .. - ما ظنتي .. بس أنا سعيد كذا .. أنا سعيد .. - " وبدأت الدموع تتجمع في عينها " .. - هاله .. الموضوع ما يستاهل .. - كيف ما يستاهل ؟؟! هذا الموضوع فيه حياتك أو موتك ... عبد العزيز .. أنا حبيتك مو عشان ترمي بحالك للموت .. - إذا ما قدرنا نسعد بعض بهالدنيا .. بنسعد بعض في الآخرة .. - ........... - إذا تحبيني .. ادعي لي ... ادعي لي أموت قريب .. - عزوز .. - إذا تحبيني .. وإذا كنت غالي عندك .. أنا ......... أنا ما لقيت بالدنيا من يريحني .. ودعيت على حالي بالمرض .. والله استجاب دعوتي يوم لقيتك .. وما أقدر اسحب دعوتي .. - تقدر تتعالج .. - ليش أضيع القليل اللي بقى من عمري وأنا أتمرمط بين المستشفيات .. ؟؟! أنا مرتاح كذا .. والأعراض مش متعبة .. وعلى ما درست .. ما رح يطلع المرض بصورة كبيرة إلا بعد مدة طويلة شوي .. فيها بسعدك بقد ما أقدر .. وسمعت هاله من الحديث ما فجرها ، وما جعلها تنهار ، خرج عزوز من السيارة ، ووقف قرب باب هاله ، التي خرجت من السيارة والدموع لا تزال بعينيها .. - هاله .. حبيبتي .. لا تخلينهم يشوفون دموعك .. - مو سهله علي ... - أدري .. بس أهم شي .. احنا عشنا مع بعض .. ولو لحظة .. المهم ... احنا ضحكنا مع بعض ، وبكينا مع بعض ، وعشنا مع بعض من الحياة حلوها ومرها .. أنا يكفيني .. إني كنت معاك بضحكتك وبكاك .. ويكفيني .. إنك كنت معاي بأشد أوقاتي علي .. ويكفيني شوفتك الحين قدامي .. وعادا لعلي وهدى اللذين عادا للداخل ، جلسا معهما لفترة وجيزة فيها لوحظ ما كان عزوز يخفيه .. ولوحظ الأسى الذي أصاب كليهما .. وما إن مضت دقائق معدودة ، حتى استأذنت هاله بالذهاب ، وقام عزوز ليوصلها ، ويقوم معه علي ، ليرتحل مع زوجته لمنزلهما .. وصلت هاله لمنزلها ، ودخلت لترى والديها أمامها ، في قلق ، في غضب ، وخوف .. - هاله .............!؟ وين كنتي ؟؟.! - ....... " ونزلت دموعها " ... - هاله ...! شفيك ؟! وين كنتي ؟! - كنت مع عبد العزيز .. كنت معاه .... - كنتي معاه ؟؟!..! - بس كان عازم صديقه وزوجته .. وعزمني .. ورحت وياه .. - رحتي وياه ؟؟! وين ؟؟! - افهموني .. ما رحت معاه مثل اللي ببالكم .. طلعنا سوا .. بس .... وتقوم مسرعة متجهة نحو غرفتها ، بينما يمنعها والديها محاولين معرفة شيئا مما جرى معها .. غير قادرين على نهرها ، لانهيارها ... - وليش تبكين ؟؟! - تعبانة ............. خلاص تعبانة خلوني .... خلوني .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:16 am | |
| وتركها والديها ترتحل لحجرتها ، حيث أكملت بكيها ، ملقية بجسدها على السرير .. أما والدها الذي راعه الأمر ، لم يستطع البقاء مكتوف الأيدي دون أن يحاول التصرف .. فهاتف عزوز محاولا معرفة شيئا مما جرى ... - السلام عليكم .. - وعليكم السلام .. هلا أبو عامر .. - عبد العزيز .. كيف تتجرأ تاخذ بنتي وياك ....... - لحظة .. لحظة .. شفيك ؟؟! وش اللي صار ؟؟ - اللي صار إنك أخذت بنتي وطلعت معاها .. - طلعنا مع صديقي وزوجته .. مو لحالنا .. - ما تفرق ... وفاكر إن أنا راضي .. والبنت رجعت ميتة بكي .. وش اللي صار ؟؟! - لا يا بو عامر .. لا تفكرني إنسان بلا ذمة ولا ضمير .. بس اللي صار .... - وش اللي صار ؟؟ - اللي صار إني قلت لهاله ...... ابو عامر .. أنا بقول لك الحقيقة .. هاله كانت عاجبتني من زمان ... وأنا كنت عن جد مو ناوي ألعب معاها .. كنت حاط ببالي إن هاله إن شا الله رح تكون زوجتي .. - ........ - انتظرت أختي ترجع من السفر عشان تخطبها لي .. عشان أمي متوفية .. وبهالمدة .. اكتشفت إني رح أموت قريب .. - اكتشفت ؟؟! - عرفت .. عندي مرض .... وما كنت حاب إني أتزوج هاله .. وأرملها وهي صغيرة .. قلت طلعة معاها قبل موتي .. ما تضر .. وأقسم لك يا بو عامر .. إن ولا شي صار بيننا .. استطاع عزوز أن يقنع أبو عامر بالأمر ، بعد أن مست قصته قلبه .. وبعد أن مضى من العمر 3 أسابيع ، فيها باع عزوز جميع ما أمكنه بيعه ، ليصل للمبلغ الذي اضطر لدفعه ليبقي البيت من أملاكه .. وبعد أن فرغ المنزل ، وفرغ الثلاجة من كل شيء ، حتى من الطعام .. ظل عزوز لا يستطيع شيئا سوى انتظار الراتب المقبل ، ليسدد الدين الذي عليه ، بعدها يكون بمقدوره أن يبني حياته من جديد .. إلا أنه في منتصف إحدى الليالي .. وبعد أن نام عزوز على جوعه ، وتعبه ، وإرهاقه الشديد لأعراض مرضه التي بدأت تتزايد .. أتى علي ، ودخل دون أن يوقظ عزوز ، ولما دخل .. ورأى عزوز نائما .. اتجه نحو الثلاجة ، ورآها خالية بالفعل من أي شيء ، سوى بعض أغراش الماء ، وبعض الطعام المثلج .. أسرع حينها علي ليشتري طعاما ، ملأ الثلاجة به ، وافتقد علي التلفاز الكبير الذي اشتراه عزوز بعد أن لزم باله لفترات طويلة .. علم علي بأمر عزوز ، وبإفلاسه ، اتجه لحجرته ورآها مليئة بالغبار ، والأوساخ .. عاد بعدها للصالة ليقضي الليلة فيها .. وفي الصباح الباكر استيقظ عزوز ، ليستعد للذهاب لعمله .. ارتدى ملابسه ، وبينما هو يهم بالخروج ، لمح حركة ما ، اتجه لمصدرها ، وجده علي الذي كان مستغرقا في نوم عميق .. غطاه بـ" كمبله " وخرج لعمله .. و أثناء دوام عزوز ، وبينما هو جالس مع أحد زملائه الدكاترة ، شعر بارتفاع في درجة حرارته ، حيث بدأ جسمه بإفراز العرق بكثرة .. بينما هو في دوار وإرهاق ، أخذه زميله " حسين " إلى العيادات ، هناك أجروا له اللازم ، حيث تعبه كان باديا ، خاصة بعد أن فقد الكثير من وزنه .. وعندما ازداد نبض قلبه ، أخذ عزوز إلى طبيب مختص " الدكتور سالم " الذي كان من أشهر الأطباء بالمشفى .. وسرعان ما استطاع تشخيص حالة عزوز التي لم تكن صعبة التعرف عليها .. - دكتور عبد العزيز ... أنا مش عارف كيف أقول لك .. - ......... - حسب اللي قاعد يصير معاك .. وبعد ما عملنا التحليلات .. طلع إن معاك مرض سرطان الدم النخاعي الحاد .. أنا آسف .. - عادي ... أنا كنت أدري .. - تتعالج ؟؟! أنا ممكن أعالجك بدون مقابل .. - ما أتعالج .. وشكرا دكتور .. - كيف ؟؟! بتتعالج بمكان ثاني .. - لا .. ما بتعالج أصلا .. - عبد العزيز .. ما يصير كذا .. كذا ...... - بموت .. - إذا ما تعالجت .. - أنا داري .. وعشان كذا ما أبي أتعالج .. - لكن ... يا عبد العزيز أنت لساك ببداية عمرك .. ما يصير كذا .. - هذا اللي الله كاتبه لي .. ودكتور .. أرجوك .. اترك الموضوع سر بيني وبينك .. ما أبي أحد يشفق علي .. أنا بعيش حياتي طبيعي .. لين ما يجي يومي .. - أنا ما بقول لأحد .. لكن على الأقل حاول تاخذ العلاج البدائي .. حالتك إلى الآن مو خطرة .. لساه المرض ما انتشر .. - خليه .. خليه يعيش حياته .. وين ما راح صار لازم يقضوا عليه .. يحس بالقوة إنه مضيع الناس كلها .. ههه .. - كيفك .. لكن بأي وقت إذا غيرت رايك .. أنا بساعدك .. - لا تنتظرني .. - لازم بنتظرك .. أصر الدكتور سالم على رأيه ، وظل يحاول مع عزوز أن يقبل ببدء العلاج ، إلا أنه كان مصمما على رأيه ، فلا يرى في الدنيا ما يستحق للعيش من أجلها ، سوى هاله ، والتي لم يرد ايضا أن يظلمها معه ، لم يرد لها أن تتعذب مع زوج مريض ، وتترمل صغيرة .. وعاد عزوز من عمله متعبا مرهق ، بدا عليه الإعياء .. دخل المنزل ليرى علي ، وقد أحضر معه تلفازا ، وجلس أمامه ليشاهد برنامجه المفضل ، سلم عليه عزوز ، واتجه نحو حجرته غير آبه لحال علي المستغرب .. بسط جسده الذي اصابه الضعف على فراشه الصغير ، محاولا النوم لوقت قصير ، إلا أن ألم رأسه ، وارتفاع حرارته التي أبقته مستيقظا يتأوه لحاله .. لحق به علي ، ليجده قد أقفل بابه ، وهو يستمع من خلفه صديقه يتأوه ، ويتنفس بصعوبة .. حاول جعله يخرج ، جعله يفتح الباب ، إلا أنه أبى ، تاركا حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم .. أحضر علي جميع المفاتيح التي في المنزل ، على أحدها يكون نسخة عن مفتاح حجرة عزوز الذي أقفل الحجرة به ، إلا أن ذلك لم يكن ، وما وجد إلا القليل من المفاتيح ، عندها اضطر لكسر الباب .. ودخل إلى عزوز بعد أن استطاع ذلك .. ليراه قد استسلم أمام ألمه ,, وأغمض جفنيه ليسلم روحه لربها ... اقترب علي من عزوز ، وجده ينبض ، ويتنفس بهدوء ، وجد حرارته مرتفعة ، فأحضر له كمادات ماء بارد ، متبعا خطوات كانت والدته تقوم بها في صغره .. وجلس أمام عزوز يراقبه ، ولا يدري ماذا يفعل ، معتقدا أن ما به مجرد ارتفاع في درجة الحرارة ، قد تكون حمى .. حتى رأى دماء بدأت تسيل من أنف عزوز ، قام مسرعا ، غير راغبا في إيقاظه ، إلا أنه سرعان ما استيقظ لحركة علي المفاجئة والسريعة نحوه .. لما وجد عزوز ما به من دماء ، قام هادئا نحو دورة المياه ليغسل وجهه وينظف أنفه من الدماء التي ملأته ,, وعاد بهدوء أيضا للصالة ، ليجلس ، وقد بدا عليه التعب الشديد ، أتى له علي مستغربا حاله .. - عزوز .. وش فيك ؟؟ حالك مو طبيعي .. أوديك طبيب .. - أنا طبيب .. أنا أعرف لنفسي .. - عزوز وش فيك ؟؟! مو طبيعي .. - ما فيني شي .. - شفيه خشمك قام يصب فجأة ، وش السالفة ؟..! - ما كو .. بس أنا متعود .. أنا خشمي كذا .. دايم يصب على قولتك .. لحاله .. إلا أنت وش اللي جابك هنا .. ؟! ليش ما نمت ببيت مرتك ؟؟! - أنا .......... أنا طلقتها .. - طلقتها ؟! طلقتها وما صار لك شهر متزوجها ؟؟! - أحسن ما يصير بيننا عشرة عمر وعيال .. بعدين صعب الواحد يفك .. - كيف يعني .. رميت عليها يمين الطلاق .. ؟ - مو بالطريقة اللي في بالك .. ترى احنا تفاهمنا .. - تفاهمتوا ؟؟ ورضيت إنك تطلقها ؟؟ - لأنها أصلا مو مرتاحة معاي .. ليش نكابر ونجامل .. هذي الحقيقة .. وأخذ عزوز هم وجود علي معه ، وتيقن أنه سيكتشف أمره ، .. إلا أنه استمر في إخفاء المرض المصاب به .. ليبعد صديقه عن هم تأكد أنه سيصيبه إن علم بأمره ، وليفاجأ بأمره عند خبر وفاته ، ولتكن معاناته قصيرة .. عادت حياة عزوز كما كانت عليه مع علي ، وكم كان سعيدا لذلك .. إلا أن همه لا يزال باديا عليه ، لدينه الذي لم يسدده ، ولمرضه ، ولهاله ، ولحلمه الذي خسره .. وفاجأ علي عزوز في أحد الأيام ، فما ذهب للبنك ليرى ما تبقى في حسابه من نقود ، إلا وجده مملوءا ، على غير ما توقع .. تفاجأ لذلك ، وعاد ليتأكد من مصادر مختلفة ، ووجد ذلك حقيقة ، ولم يحدث بطريق الخطأ .. سارع بمهاتفة هاله .. التي كانت جالسة بين أهلها .. - هلا هاله .. - أهلين .. هلا والله .. - وش سويتي ؟؟! - والله ما سويت شي .. - متأكدة .؟؟! - ليش .؟؟! وش صاير ؟؟! - لا بس .. حسابي مليان .. - عساه دوم .. عشان كذا متضايق .. - لأني ما أدري من اللي عباه .. - يمكن علي .. - تهقين عليوي ..؟؟! - أي .. روح كلمه واسأله .. - ليش أكلمه هو في بيتنا .. - قاعد معاك يعني .. ؟! - ترى ما قلت لك .. عليوي طلق هدى .. - طلقها ؟؟؟! مرة وحدة ؟؟! - أي .. إذا كانت البنت ما تصلح له .. ليش بعد يتعب حاله ويتعبها .. ويطولون المشوار اللي نهايته مقطوعة .. - اممم .. طيب .. أنت شأخبارك ؟؟! - ماشي حالي .. - متأكد ؟؟! - متحمل .. - بعدك مصمم على رايك ؟!! - أي .. ليش تتوقعين إني أغيره ؟؟! - قلت يمكن الله يهديك .. - هههه .. وبعد أن استمرت في الحديث لمدة لم يستطع فيها والداها أن يقاطعانها ، للحديث البريء الذي يدور بينهما ، وللحب العذري ، وللفاجعة المأساوية التي يتوقعون حدوثها بعد مدة قصيرة .. عاد عزوز إلى علي ، ليتأكد من كونه الفاعل ، ورفض عزوز الأمر ، إلا أن علي لم يكن ناكرا للجميل ، ولم يكن غافلا عما كان يفعله عزوز من وراء ظهره .. فكان ما فعل كدفعة مقدمة لما فعل .. استعاد عزوز شيئا من حياته ، إلا أنه لم يشعر بذلك ، خاصة وقد كان في رحمة أعراض المرض ، التي كانت تتناوبه باستمرار ، لعدم تناوله الأدوية ، وعدم تعرضه للعلاج اللازم لتخفيف تأثيرها .. وبعد مدة من الزمن قصيرة ، ولازال عزوز يحاول مقاومة هذه الأعراض ، محاولا الظهور بمظهر لائق ، وحتى يصل إلا مراده اضطر لتناول بعض الأدوية .. من أجل الحفاظ على أيام قليلة ، يمضيها مع أحباب قلبه .. هاله وعلي .. وهو يحلم بلقاء أخته المسافرة .. تفاجأ عزوز لاتصال هاله في وقت توقع كونها في الجامعة أثناءه ، وفعلا كانت هاله في جامعتها ، وقد فوجئت باختبار مهم في تخصصها الطب ، المماثل لتخصص عزوز ، لذلك كان ملجأها الوحيد لتستطيع أخذ الأجوبة الصحيحة منه .. حاول عزوز إجابتها ، ومساعدتها بأقصى جهوده ، وبطريقة ما ، وبمساعدة من عبد العزيز استطاعت هاله اجتياز الإختبار بنجاح .. وللاحتفال بهذا النجاح ، دعا عزوز هاله إلى منزله ، واصطحبها معه ، بعد أن وثقت به ، لعدم قدرته على احتمال بعدها ، أو سوء ظنها به .. ولحبها أيضا .. وهناك ، جلست بجانبه على الأرض ، مسندين ظهريهما على أريكة خلفهما ، وقد أحاطت ذراعا عزوز بهاله .. لتضع رأسها على كتفه .. يتحدثان .. ويمضيان الليلة في حديث الأسى ، ودمع الحرقة .. - حبيبي .. حالتك صارت صعبة ، صعب علي أشوفك كذا ، تكفى عزوز تكفى ، ابتدي العلاج على الأقل .. - حبيبتي .. لو كنت أبي كنت تعالجت من قبل .. بس ......... كافي علي اللي عشته من الدنيا .. - عزوز .. فيك دم ينزل من خشمك .. أجيب لك ثلج .. أرخي عزوز رأسه للخلف ، بينما سارعت هاله لتحضر له بعض الثلج لتضعه على أنفه محاولة إيقاف النزيف إلا أنه استمر في خروجه .. - عزوز .. قوم .. قوم بكلم السواق يوديك المستشفى .. - لا .. أنا عارف الموضوع .. هذا من الأعراض الطبيعية اللي تجي من المرض .. يوقف لحاله .. - عزوز .. هذا مو راضي يوقف .. - قومي جيبي لي فوطة فيها ماي .. وتقوم هاله مسرعة لتحضر ما طلبه عزوز ، وتمسح أنفه وجوانبه بالمنشفة ، وبكل رقة ، ونعومة ، حتى بدأت الدماء تتناقص بخروجها ، حتى شارفت على الانتهاء ، وبآخر قطرات الدم ، مسحت هاله وجهه ، ليدخل علي غير متيقظ لوجود عزوز وحبه سوية ، إلا بعد أن تقدم خطوات عديدة ، بعدها تيقظ لعزوز الذي سارع بالنهوض ، متجها نحو علي ، وأخرجه معه ليحادثه .. - علي ممكن تدبر لك مكان ثاني تبات فيه الليلة ؟..! - أي ممكن .. بس ليش ؟..! - الظاهر هاله بتبات عندي الليلة .. - عزوز .. لا تتهور أكثر من اللزوم .. وشو تبات عندك ؟؟! وين قاعدين احنا .. حبيب قلبي احنا مو بفرنسا وللا أمريكا .. احنا بالسعودية .. من أكثر البلدان صرقعة في هذي الأمور .. - وش فيك .. انت شايف حالي مرة فاضي .. ومروق لهالسوالف ..؟! - أجل وش السالفة .. عزوز .. البنت رح تبات ببيتك ,, لوحدكم .. وتبي تقنعني إن ما رح يصير شي ؟..! - ما بتكلم معاك .. وخلك تشك ، وتحلل بكيقك .. المهم ... لا ترجع هنا الليلة .. - أنا نصحتك .. باي .. وذهب علي غير مرتاحا لهذا الأمر ، إلا أن هاله وعزوز ، لم يكونا بتلك الصفوة ، ليقوما بأكثر الأعمال غباوة .. جلست معه حتى انتصف الليل ، وفيه اتجها لغرفته حيث الأوراق المرمية بكل مكان ، اتجه عزوز متعبا نحو فراشه بينما جلست هاله ترتب الأوراق ، وتطمئن على أوضاع عزوز المادية .. وسرعان ما أصابها الإرهاق ، والتعب .. ناداها عزوز لتلقي بجثتها بجانبه .. وقد ضمها إليه .. والدفء يغمرهما .. بسرعة اسنسلم عزوز لنوم عميق ، بينما ظلت هاله جالسة تحاكي دموع همها الصامتة ، التي تناثرت على وجنتيها تناثر الثلوج .. وقد بللت ثيابه بدموعها التي انسكبت بغير شعور .. .............. وتمضي الأيام القليلة ، وفيها أخذ عزوز يشعر بتحسن كبير ، لما أخذه من الأدوية ، ولوقوف هاله بجانبه .. غافلة عن علاج عزوز ... وفيما هاله تودع عزوز في آخر كل لقاء لهما وداعا حارا ، كان عزوز قد أكمل مبلغ الأحلام ليشتري به الفيلا بعد أن انخفض ثمنها كثيرا ، لبقاءها لفترة طويلة دون مشتري .. وبعد أن أتم الصفقة ، حادث هاله مباشرة ليخبرها .. - هاله .. هلول باركي لي .. - ألف مبروك حبيبي .. على ايش ..؟! - اشتريتها .. اشتريت الفيلا اللي كنت أحلم فيها .. اشتريتها .. - مبروك .. مبروك .. عساها خير على حياتك .. - إن شاء الله .. وقبل أن يتمكن عزوز من إكمال حديثه مع هاله ، قدم إليه علي ، حاملا قالبا من الحلوى ، بمناسبة تحقق حلم عزوز أخيرا ، اضطر فيها أن ينهي حديثه مع هاله .. ............. قام عزوز بجميع مستلزمات الفيلا الجانبية ، فقد اشتراها مؤثثة كاملة .. ليسعد فيها شريكة أحلامه ، وقد غاب عن باله مرضه الذي سيفشل مخططاته .. وفي أحد أيام عمل عزوز الروتينية ، وبينما هو منهمك بالعمل ، وهو يفكر بالوقت ذاته بهاله ، وبإخبارها أنه قابل أن يخضع للعلاج للزواج بها .. قدمت إلى موعد تفاجأ عزوز لرؤيتها فيه ، استقبلها استقبالا حارا .. ورحب بها .. لتجلس معه ، مبحرة في عيونه الذابلة ، وجسده الذي أصبح هزيلا ، وحاله التي أهملها .. - هاله .. أنا أبي أكلمك بموضوع .. - اللي هو .......!؟ - موضوع مهم .. مهم .. مهم جدا .. - أي .. قول .... - لا ما يصلح أكلمك عنه هنا .. - ليش ؟؟! - طويل .. وحلو مرة .. ما يصلح أقوله في مكان مثل هذا .. - طيب .. يعني متى نتلاقى .؟؟؟؟! - بعد ساعة .. لو تنتظريني بعد يكون زين .. لأن عندي باقي بس مدري من بعدك .. وأخلص .. - طيب .. - روحي اجلسي بغرفة الانتظار اللي برا .. لأن حقت الحريم لحالهم بايخة .. ما فيها حتى مكيف .. - صج ؟؟! - أي صج ... ههههه ... روحي استريحي في اللي برا .. - طيب .. وخرجت هاله ، مبتسمة تفكر في الأمر الذي أرادها به عزوز .. متبعة أوامره ، فجلست في قاعة الانتظار الواقعة في خارج القسم .. وهناك أتت امرأة ، وجلست بجانب هاله ، وقد بدا على هذه المرأة الجمال ، والترف .. حاولت تلك أن تحاور هاله .. - السلام عليكم اختي ... - أهلين .. وعليكم السلام .. - أنا جاية من نيوزيلندا ، ومدري عن أي شي هنا .. بس قلت أتكلم معاك .. يمكن .......... - أكيد أكيد ... تفضلي قولي اللي تبين .. - أنا اسمي علا .. - عاشت الاسامي .. وأنا هاله .. - هلا والله بهاله .. - هلا فيك .. - وش عندك هنا ؟؟ عسى ما شر ..! - لا أنا كان عندي موعد مع دكتوري .. وأنا منتظرته يخلص من اللي عنده ، وبعدين بكلمه بموضوعي .. - شفيك انتي ؟؟.! - أنا عندي بس ضغوط وردود فعل غير طبيعية لما أصادف مواقف أو شي .. - الله يساعدك .... من دكتورك ؟؟! - عزوز .. أقصد الدكتور عبد العزيز .. - تدلعينه بعد ؟؟! - لا بس أخذت عليه واجد .. - أنا بعد الحين رايحة للدكتور عبد العزيز .. - عسى ما شر .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:17 am | |
| الشر ما يجيك .. بس أنا رايحة له مفاجأة .. هو يعرفني من زمان .. بس تباعدنا عن بعض .. والحين رجعت إليه بعد ما فرت بي الدنيا .. هو كان ينتظرني أجي من مدة طويلة .. - ................. - مفروض نتزوج .... هع هع... خخخخ ... كركركر .. وسارت المرأة نحو مكتب عبد العزيز بعد أن نادت الممرضة باسمها دون أن تنتبه هاله أن اسم المرأة " علا الأسود " .. وأبحرت هاله في أفكارها التي أخذتها إلى بعيد بعيد .. " كذا يا عزوز ، كذا طلعت مثلك مثل ماجد اللي فاجأني بزواجه ، تفاجئني انت بعد يا عزوز ، من بعد ما كان حلمي بطلعتك ، وتاخذني لأي مكان ، وفيه تخبرني انك تحبني ، تخبرني إنك تبيني ، تخبرني إنك رح تاخذ علاجك .. صارت أفكاري إنك رح تروح ، ورح تفجعني بزواجك ، وتخليني بحياتي وحيدة ، من بعد ما ضميتني لعندك .. لكنك عزوز الطيب ، عزوز اللي أحبه ، عزوز اللي أموت عليه ، بكل أحواله ، وبكل أشكاله ....... " علمت هاله بضعفها أمام مواجهة عزوز ، التي اعتقدتها ستكون صعيبة ... فأخذت ورقة صغيرة ، وكتبت عليها .. " أنا آسفة ، يمكن تسرعت معاك .... إذا ما لقيتك بالحياة هذي مرة ثانية ، بلقاك في الآخرة .... هاله .... " وظلت ممسكة بالورقة مترددة أن تودعها لدى ممرضته .. وبينما هي تحاكي خيالها تطلب منه المشورة ، اقترب منها شاب ، وجلس بجانبها ، وفور أن همت بالقيام ، أمسك هو بيدها ليعيدها للجلوس .. - اتركني .. - ها يا هاله .. نسيتيني ؟؟! - ابعد عني .. من انت ؟؟.! - معقول .. نسيتي صوتي ؟؟! - محمد ....! - ماشالله .. ذاكرتك شغالة رغم البلاوي اللي فيك .. - انت شتبي ؟؟! - بطلع أرواحكم .. اليوم .. أنتي أو المعفن اللي تحبينه ... - عزوز ..! - أي .. عزوز .. انتي أو اهو .. واحد منكم .. لازم يكون ميت تحت التراب .. - " وبدأت هاله في إنزال دموعها " .. ليش .؟؟! أنا شسويت لك ..!؟ - سلامتك .. ما سويتي شي ,, بس رحتي للدكتور عبد العزيز .. وخليتيه يخطفني .. ولا .. يروح يخبر أمي بعد .. - أنا ما خليته يروح .. أنا كنت بغيبوبة وقتها .. - طيب إذا مو انتي .. هو اللي رح يموت .. هاله .. حبيبتي .. أحبك .. أموت عليك .. أتقطع على شوفتك .. وأتمنى أرجع صورك .. كانت تهبل .. وأحب بعد أشوف دمك على وجهك ومغطيتك .. - ................. - اختاري .. انتي أو عبد العزيز .. انتي أو عبد العزيز .. انتي أو عبد العزيز .. عبد العزيز أو انتي .. إذا مو انتي .. رح أدخل لموعدي مع حبيبك ألحين .. وما أطلع إلا والرجال ميت .. او إني أتغيب عن الموعد وأذبحك .. ختاري يا حلوة .. مين أغلى عندك .. ؟؟! - خلاص .. خلاص كافي .. أنا .. أنا اللي أبي أموت .. اذبحني أنا .. - أي أحسن بعد .. يالله قومي .. - بس بكتب لعبد العزيز شي .. - شنو بتكتبين .. ؟! لا تحاولين تدللين علي .. وللا تخبرينه عني . لأن يا ويله هو من بعدك .. - ما بكتب له عنك .. والله ما بكتب عنك .. وأضافة هاله إلى ما كتبت سابقا ... " عزوز .. أحبك .. ومقدر أظلمك .. ومثل ما كنت أعطي ماجد الأعذار .. عذرتك .. يمكن ما كنت متوقع جيتها ، ومو متوقع إني وياها نتلاقى .. أشوفك .... بعد ..................... بعد موتنا " ... - إلا .. وش سالفة المره اللي توها داخلة ..؟؟! سمعتها تقول تحب عبد العزيز وتبي تعرس عليه .. صمتت هاله ، متحاشية الرد عليه .. لنبض قلبها الذي بدأ يتزايد ، ونفسها الذي لم تعد تستطيعه .. قامت مسرعة ، لتترك الورقة لدى ممرضة عزوز التي استقبلتها بكل رحابة صدر ، واعدة إياها أنها ستوصلها فور خروج المريضة اللتي لديه .. وخرجت هاله مع محمد ، الذي أخذها في سيارته حمراء اللون المهترئة .. بينما كان عبد العزيز جالسا مع شقيقته علا .. غافلا عما جرى خارج مكتبه .. إلى أن أخبرته علا بما حدث مع هاله ، حينها خرج مسرعا ، لعلمه بردود فعل هاله القوية ، وعندما لم يراها ، أخبرته الممرضة أنها ارتحلت مع شاب ، وقد تركت الورقة .. قرأ عزوز ما كتبته هاله ، وعلم أن هنالك أمرا ما .. اسرع باللحاق بها ، وخرج للمواقف ، حيث لاحظ سيارة محمد ، التي استطاع التعرف عليها ، هي ذاتها التي كانت مركونة قرب منزله .. سارع ، ولحق بها بسيارته ، وهو يحاول الاتصال بهاله التي ملأت وجهها بالدموع .. - ردي عليه .. وقولي له يرجع .. وإلا بنذبحه هو معك .. .. وتجيب هاله على اتصال عزوز .. - عبد العزيز ارجع .. ارجع تكفى .. بذبحونك .. - هاله .. هاله أنا .. أنا أحبك .. وأبي أتزوجك .. واللي معي أختي .. هاله .. أنا ما رح أرجع .. ما رح أضيعك .. - عبد العزيز .. أنا بعد أحبك .. وموافقة .. بس .... الظاهر ما يمدي ... عزوز لا تنساني .. زورني .. بشتاق لك .. - هاله .. مستحيل .. هاله الله يخليك .. وأغلقت هاله الهاتف باكية ، حتى وصل محمد بها إلى المكان المتفق عليه ، حيث فجع عزوز لما رأى رصاصة أصابها محمد في بطنها ، حيث لم تكن كما أراد .. هرب محمد لسيارة أخرى ، تاركا سيارته وهاله فيها .. عندما وصل عبد العزيز ، أسرع إلى هاله ، ورآها والدم يقطر منها ، أخرجها من السيارة ودموعه تجري ، و بسط جسدها على الأرض ، محاولا إنعاشها .. وأخذها للمشفى بسرعة .. إلا أنها اعترضته .. - عزوز .. اتركني أموت ... - هاله .. هاله حبيبتي خليني آخذك لأقرب مستشفى .. - عزوز .. بنتظرك تلحقني .. - هاله ... هاله الله يخليك .. خليني آخذك .. هاله .. عشاني ,, - لا يا عزوز .. عشاني أنا .. اتركني هنا .. أنا ابي أموت بين ايديك .. وأخذت دموع عبد العزيز تتزايد .. - دموعك عندي غالية .. - هاله .. أحبك .. وأنا آسف .. تأخرت .. بس ... كنت بقولك أحبك .. وتزوجيني .. واقبليني معك .. وضميني .. - أضمك ... تعال أضمك .. ووسط بكاء كل منهما ، أحاطت هاله بعزوز ، الذي وضع رأسها على صدرها ، وقد وجد نبضها مختلا ، ملأ جسده بدماها ، وبعد دقائق معدودة ، فيها كانت روح هاله تنتقل من حياة لأخرى .. أخرج عزوز من جيبه خاتما ألماس ، وألبسه لهاله ، وبصعوبة ، ألقت نظرة عليه وتبسمت ، فيما عيناها تدمع .... - هاله .. هاله " وهو يصرخ " .. لا تموتين قدامي .. هاله .. حبيبتي .. أدري إنك تسمعيني .. هاله .. - ............... - هاله ....... " ووسط صراخه وبكائه ، ارتحلت هاله ، تاركة إياه يغتسل بدماها ، ويمسح عليها بدمعه ، ينوح لفرقاها ، ولايزال مصدوما لموتها ، عاد لأحضانها ، وقبل جبينها ... وبسط جسده بجانبها ، حاملا يدها ..... ... حتى وصلت علا بصحبة علي ، ينظران ألى عزوز يفارق حبيبته ... وقدر لها أن تموت قبله ، وأن تستفبله بعد عدة أيام ، في أرض الله الأخرى ، ليكونا معا فيها ، ويعشان حياة أبدية .. وليسكنا ما هو أفضل من فيلا أحلام عزوز .. التي لم تسكن .. ((( للي ما يفهم .. حتى عزوز مات بعدها بكم يوم ))) . ............. يسلموووووووووووووو كل اللي صبر علي وكمل وقرا قصتي للنهاية .. وعسى تكون عجبتكم .. | |
|
| |
قاهرتهم
عدد الرسائل : 341 العمر : 30
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 1:03 pm | |
| يسلموووووووووووووووو.. بحمل القصة وبقراهه كلهه بعدين بقولش رايي فيهه | |
|
| |
مكشوفة الهويه
عدد الرسائل : 172 العمر : 31
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 4:24 pm | |
| تسلمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين على القصه ... رهيييييييييييييييييييييييييبه وتجنن.. | |
|
| |
M!ss World ..مديــرة المنتدى..
عدد الرسائل : 4089 العمر : 31 مزآآجك اليوم؟!! : my mms : رسآلتك الى الأعضاء : أحبكم انا عيوني انتوو
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 08, 2007 6:06 pm | |
| وااااااااااااااااااااااااااااو
يا بنت خالتو والله العظيم تصلحين تصيرين مؤلفة
قصصك مرة حلوووووووة ورهييييييييبة وتجنن | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الخميس أغسطس 09, 2007 12:11 am | |
| تسلمون وكلكم ذوق .. وشكرا اللي عجبتكم قصتي .. وإن شاء الله بجيب لكم أكثر .. تسلمون على مروركم .. | |
|
| |
نعومه بس مرجوجه
عدد الرسائل : 224 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأحد أغسطس 12, 2007 10:19 am | |
| | |
|
| |
بنت أبوها
عدد الرسائل : 325 العمر : 36
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الثلاثاء أغسطس 28, 2007 1:03 am | |
| على عمر العدو عزوز.......... بس هالة ما عجبتني.. أحسها خفيفة .....وأهلها نايمين على ودانهم عليوي... نعم الصديق.. ماجدوا خوَان..... وذاك اللي مايتسمى محمد........ حقود ومسركل.. ..<خوفني الحمار> بشكل عام القصة محبوكة صح...والتعبير فيها تصويري يعني نشوفهم زي المسلسل....<< في حصة أدب الأخت<< من يدري يمكن يوم من الأيام يصير فلم حتى..... وتصيري مشهورة زي اللي تكتب قصص هاري بوتر.... (خيالي واسع) خخخخخخخخخخخخخخخخخ | |
|
| |
Alaseera
عدد الرسائل : 1449 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أغسطس 29, 2007 12:16 am | |
| آآآآخ بجد اسم على مسمى يامعذبتهم ... عذبتينا بهالاحداث وبكيتينا .... بس بجد ولالاامانة قصة حلوة وخفيفة وبعيدة تماما عن التعقيد ... تلسم هالانامل الذهبية والله ... انتظر قصة جديدة .... تحياتي .. | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الجمعة سبتمبر 21, 2007 12:17 pm | |
| الله يسلمت .. والله لا يحرمنا من شوفتس .. والله إنك ما قد لمستي قلبي إلا بذا الكلمتين اللي حطيتيهن .. والله إنك خوش وحدة .. يا بعد تسبدي والله .. هههه .. واعتذر لك عن الدمعتين اللي طاحوا من كلماتي .. | |
|
| |
مغرزة بكعبها
عدد الرسائل : 406 العمر : 32
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الثلاثاء أكتوبر 09, 2007 11:21 pm | |
| مرررررررررررررررررررة حلوة القصة يا معذبتهم تسلميييييييييييييييييييييييين والله | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأربعاء أكتوبر 10, 2007 12:20 am | |
| من صجك قريتيها .. تصدقين الكل يتثاقل يقراها .. بس والله إنك بعد تسبدي .. تسلمييييييييييييين .. | |
|
| |
M!ss World ..مديــرة المنتدى..
عدد الرسائل : 4089 العمر : 31 مزآآجك اليوم؟!! : my mms : رسآلتك الى الأعضاء : أحبكم انا عيوني انتوو
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الخميس أكتوبر 11, 2007 5:48 pm | |
| فلللللللللتة مرة ثانية اقوووولك مخك مو طبيعي فيه خلل هههههههههههههههه | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الخميس أكتوبر 11, 2007 6:41 pm | |
| ترى والله مصدقتك فحوووطه .. مو لازم تأكيدن .. بعد تسبدي انتي والله | |
|
| |
مغرزة بكعبها
عدد الرسائل : 406 العمر : 32
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الخميس أكتوبر 11, 2007 11:58 pm | |
| مرررررررررررررررة حلوة القصة تسلمين والله | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الجمعة أكتوبر 12, 2007 12:36 am | |
| الله يسلمك بنت خالتوووووووو.. | |
|
| |
مفحطه بعربة بنده
عدد الرسائل : 167 العمر : 30 مزآآجك اليوم؟!! : my mms : رسآلتك الى الأعضاء : Smil please -__-
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الثلاثاء يناير 08, 2008 7:06 pm | |
| وااااااااااااو
تبكي
عن جد
تبكي
رووووووووووووعة
مخك فتاااااااااااااااااك | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الخميس يناير 10, 2008 10:52 pm | |
| ههه .. حلوة ذي فتاك ...تسلمييييييين والله | |
|
| |
M!ss World ..مديــرة المنتدى..
عدد الرسائل : 4089 العمر : 31 مزآآجك اليوم؟!! : my mms : رسآلتك الى الأعضاء : أحبكم انا عيوني انتوو
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " السبت فبراير 16, 2008 9:14 pm | |
| عذووووووووب بعد تسبدي متى بتحطين لنا قصتك الجديدة بلييييييييز وودي اقرااهاااااا | |
|
| |
معذبتهم
عدد الرسائل : 2641 العمر : 33
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الأحد فبراير 17, 2008 10:56 pm | |
| قرييييييب بعد تسبدي .. بس خليني ارقعها شوي .. وبنزلها لعيووووونك يالحلا كللله .. | |
|
| |
+miss fashion+
عدد الرسائل : 1673 العمر : 30 my mms : رسآلتك الى الأعضاء : I lØvE yØu
| موضوع: رد: وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " الخميس أغسطس 14, 2008 12:39 am | |
| يسلموووو مرة خطييرة القصة
بس هاله مرة باردة | |
|
| |
| وضم عالم الأموات زائرا " قصة حب " | |
|