تقـول الأسطـورة أن الجزيـرة التى كـانت تعيش فيها كل المفاهيم بدءاً بالسعادة
مـروراً بالحـزن والمعـرفة وأنتهـاء بـالحب قـد بـدأت تغرق فأنطلـق الجميـع فـي
زوارقهم عدا الحب الذي لم يفكر يوما ببناء زورق لنفسه بدأت الجزيرة تغرق شيئاً
فشيئاً طلب الحـب من الثـروة أن تركبه معها فـأعتذرت لأن زورقهـا ملـئ بالذهب
والفضة طلب الحب من الحزن أن يسمح له بالصعود الى مركبه فأعتذر الحـزن لأنـه
يريد أن ينفرد بنفسه بدأت المياه تغمر الجزيرة دون أن يتقدم أحد لمد يد المساعدة
للحب وعندما غرقت الجزيرة كـاد الحب أن يغرق مـع الجزيــرة لكـــن في اللحظـة
الأخيرة تقدم شخص كبير وسحب الحب إلـى مركبه عندما أستعـاد الحب وعيه وجد
نفسه مطروحا على اليابسة والى جانبه المعرفة سأل الحب المعرفة عمن أنقذه من
الغرق فابتسمت المعرفة وقالت الذي أنقذك من الموت هو الزمـن غمغم الحب الزمن
قالت المعرفـة نعم إن الزمن وحده هو القادر على إدراك مدى عظمة الحـب تمنحنا
هذه الأسطورة بعداً واحداً لمفهوم ( الحب ) ذلك البعد أن الحب بحـاجة إلـى مساحة
واسعة لكي يمارس فيه حريته المطلقة ولعل ( الزمن) يمتلك تلك المساحـة الواسعة
إلى حد مالانهايـة نعم أن الزمن كفيل بأن يجعلك تـدرك قيمة الحب ولـو جـاء ذلك
متأخراً ولكن من منظور الواقع هل في أستطاعتنـا أن ننقذ ( الحب ) من الغـرق !!
تجرد من تلك الأسطورة الأنفة الذكر وقرر هل في إمكان الزمن أن يرجع إلى الوراء!!
لن يرجع ولن ترجع أنت ؟؟ الحقيقة المرة أنك سـوف تكتشف بأم عينيك أن الـزمـن
كان كفيلا بجعلك تدرك قيمة الحب ؟ وأن ذلك الاكتشاف جاء متأخراً وليس في يديك
سوى حفنة من الذكريات
تحياتي للجميع